الهادي التليلي
تستعد العاصمة التونسية لاحتضان الدورة الـ 33 لأيام قرطاج السينمائية وذلك من 29 أكتوبر إلى 5نوفمبر 2022 هذا العرس السينمائي المعروف عالمياً باسم JCC مهرجان أيام قرطاج السينمائي شيخ المهرجانات الإفريقية وأضخمها والمصنف ضمن أكبر المهرجانات العالمية تأسس في الحقيقة سنة 1966ببادرة من المخرج وكاتب السيناريو المعروف الطاهر شريعة بدعم ومساندة آنذاك من وزارة الثقافة التونسية وكان يعقد كل سنتين في نفس التوقيت ومنذ 2015 أصبح يعقد سنوياً.
الدورة الـ 33 والتي ستنطلق بعد أيام قليلة تحت إدارة وزارة الشؤون الثقافية وبرئاسة الأستاذة سنية الشامخي وبحرص كبير من وزارة الإشراف على أن تكون الدورة الأكثر تميزاً والأكثر ألقاً ولأجل ذلك اختارت التوسع والتنويع إذ بالإضافة لقاعات السينما هناك مساحة حوار بين السينما والشارع وعديد المؤسسات بل وشملت حتى المؤسسات العقابية بحيث لا يحرم من هذا الفرح أي من محبيه, كما سيكون شارع الحبيب بورقيبة الساحة الخارجية الرسمية للمهرجان تحت شعار السينما والكورة تحاوراً مع اهتمام الجمهور الواسع بكأس العالم لكرة القدم التي ستنطلق بعد أسابيع قليلة وفي سياق آخر تحاول هذه الدورة مزيد التنويع بإضافة مسابقة سينما الأطفال ومسابقة النقاد وتجارب طلاب معاهد السينما للتشجيع وتفكيراً في أجيال سينمائيي المستقبل.
المحطة الـ 33 من رحلة أيام قرطاج السينمائية تقام بمشاركة 78 فيلماً روائياً ووثائقياً من 72 دولة من بينها 17دولة عربية إضافة إلى مشاركات عالمية.
ويتنافس على جوائز التانيت 44 فيلماً منها 12روائياً ومثلها وثائقياً و8 أفلام وثائقية قصيرة.
وككل عام يختار المهرجان دولة تشهد حراكاً سينمائياً لافتاً في الآونة الأخيرة وتقدم كضيف شرف وقد وقع الاختيار على المملكة العربية السعودية لتكون نجمة الدورة المتألقة وحيث ستمثل بوفد رفيع المستوى هيكلياً وإبداعياً كما ستقام ندوة حول دور الجمعيات غير الربحية في السينما السعودية وفي الحقيقة المتأمل في تاريخ السينما السعودية يلحظ ثراءً وعمقاً ترسخ خاصة بعد إحداث هيئة الأفلام في فبراير 2020.
ولو عدنا بذاكرة السينما والدراما السعودية نجد أسماء شاركت في هوليود منذ سنة 1937 وهنا يحضرني الممثل وليد الرواف الذي شارك في هوليود من خلال الشريط الأمريكي «أنا أغطي الحرب «مع الممثل جون واين.
أيضاً الممثلة دنيا الشهابي التي شاركت في هوليود في عديد الأفلام لعل من بينها «أميرة وسام» و»جاك راين» المعروف مع جون كراسنسكي.
كما كان للممثلة السعودية عهد الكامل والمتخصصة في الأصل في مجال الصور المتحركة أعمالٌ هوليودية ودولية توجت بالمشاركة في مهرجان بيروت السينمائي وحصدت الجائزة الذهبية الأولى ولا يمكن أن نفوت ونحن نتحدث عن طيور الفنون الأدائية المهاجرة الممثلة السعودية البريطانية عائشة هارت التي قدمت أعمالاً فنية كبرى منها مسلسل «اتلنتس» و»لاين أوف دوتي» و»هونر»و»كوليت»
ونحن نتحدث عن ضيف شرف الدورة وخارج دائرة الطيور المهاجرة هناك نجوم سعوديون لم يكونوا محتاجين للتحليق خارج الديار لكسب العالمية وهنا يستوقفنا النجم ناصر القصبي والذي اختير ضمن 43 شخصية مؤثرة في العالم العربي حسب سبر مجلة نيوزويك, ناصر القصبي رمز الدراما السعودية وأحد نجوم العالم العربي بامتياز يعد صوت المبدع وضمير المشاهد ولا ننسى باقة من الممثلين المميزين الذين قدموا إسهامات رائعة للساحة الدرامية السعودية والعربية ولعل من أبرزهم حبيب الحبيب وحسن عسيري و خالد سامي الذي غادرنا قبل انطلاق أيام قرطاج السينمائية بأيام قليلة كما لا ننسى أحد مؤسسي الدراما والمسرح محمد العلي إضافة إلى وجوه نسائية ناضلت في إثبات مشاركة المرأة السعودية في مسار الفنون الأدائية ومن بينها مريم الغامدي وحلا وريم العبدالله ونرمين المحسن والقائمة يضيق عنها المجال بالنسبة للممثلين والممثلات الذين استفادوا من الثورة السمعية البصرية وإنشاء عدد هام من القنوات الفضائية كانت فرصة لترجمة إبداعاتهم وحضورهم المدوي عربياً ودولياً.
الدورة الـ 33 لأيام قرطاج السينمائية ترسم لنفسها خط نجاح تراهن على أن ينقل السينما الإفريقية والعربية إلى صناعة سينمائية كونية على غرار هوليود وبوليود وغيرهما وهكذا تلتقي قرطاج المهرجان الأكثر عراقة بنيوم المدينة الفاضلة بالنسبة للسينمائيين والمبدعين بحكم كونها ستنقل البشرية إلى لحظة ما بعد الحداثة.