عمر إبراهيم الرشيد
1 - التدريب أم الشهادة الأكاديمية؟
لفتت مؤسسات وكيانات خدمية حكومية الأنظار مؤخراً بفتحها المجال للخريجين من كافة المستويات، بدءاً بحاملي الثانوية العامة فما فوق، ولكن الفارق الأهم في نظري هو في برامج التدريب المنتهية بالتوظيف، أي أن شرط الشهادة الأكاديمية الجامعية تحديداً بدأ في التواري شيئاً فشيئاً، وهذا هو ما كانت كثير من الدول وما تزال تعتمده في فرص العمل وعلى رأسها أمريكا والمانيا وكوريا الجنوبية. وإن قلتم إننا قلدناهم فلن تجافوا الحقيقة، وهذا هو التقليد الإيجابي المطلوب، ثم إن جامعاتنا تئن بالتخصصات الأكاديمية وكنا نشكو بأن مناهجها لاتتواءم مع سوق العمل، ومع التعديلات الأخيرة وبرنامج الرؤية تحسن وضع الجامعات في هذا الخصوص نسبياً، انما مازال أمام الجامعات السعودية الكثير لتطوير وتحسين طرق التدريس والمناهج. وهناك تساؤل قديم جديد وهو لماذا يتم تدريس المناهج العلمية النظرية والتطبيقية كلها باللغة الانجليزية؟ وان كانت الحجة أن المواد والكتب المقررة هي باللغة الانجليزية فذاك في نظري ليس بعذر، اذ يمكن ترجمتها وتعريب أو تكييف بعض مصطلحاتها الى جانب ترجمة البقية.
وقد ذكرت بأن دولاً كاليابان وألمانيا وفرنسا لا تدرس مناهجها الا بلغتها، ومن الدول العربية لا يوجد الا سوريا التي تدرس حتى الطب باللغة العربية، وعند ابتعاث طلبتها يخضعون لدورات بلغة بلد الابتعاث وتنتهي المشكلة.
2 - علاقة مبدأ الوصاية بتخطيط الشوارع:
مؤكد بأنكم تتساءلون بضيق وضجر حين تمرون بأحد الشوارع - غير الدائرية والسريعة - وتبحثون عن فتحة للعودة عكس الاتجاه فلاتجدونها الا بعد مسافة كيلو متر أحياناً، ترى ما السبب وما هي الفلسفة خلف هكذا تخطيط؟. في نظري بأن من يخطط كثيراً من شوارعنا أكثرهم متشبع بمبدأ الحرص والوصاية لمنع الحوادث أو الفوضى المرورية، وأنهم أحرص من السائقين على سلامتهم بحكم أن وجود الدوارات أو فتحات الاستدارة على الطرق تسبب ذلك، وهذا منطق وصاية مرفوض وبالأخص في وقتنا الحالي، مع وجود الضوابط المرورية وسن المخالفات ووجود الكاميرات سواء في المركبات أو في الطرق والاشارات الضوئية. التوتر المروري وبالتالي النفسي لمستخدمي الطرق في مدننا ومن علاماته عصبية التعامل وسرعة الغضب، هذا وغيره من السلبيات السلوكية، من أول أسبابه في نظري هو التخطيط الأرعن لمعظم طرقنا واعتماد أن السيارة أولى من سائقيها، وهذه رسالة الى وزارات الشئون البلدية والنقل لايلاء النواحي النفسية والاجتماعية حقها في تخطيط الشوارع والطرق. أما عن تخصيص شوارع معينة لتكون للمشاة أكثر ولتكون شوارع خضراء فهذا هو المطلوب، مع مراعاة التوازن في هذا الجانب. إن توفير الدوارات بشكل واف ومدروس هو ما يخفف الاحتقان المروري عند الإشارات وحتى في الطرق الداخلية اذ يستغرب معاملة الشوارع والطرق الفرعية والداخلية وكأنها طرق سريعة، اجعلوا شوارعنا أكثر إنسانية، إلى اللقاء.