لاشك أن خدمة الرد الهاتفي في أي قطاع تساعد على إنجاز العمل في وقت سريع خاصة في بعض المواقع الحكومية التي لا تتوفر لديها تطبيقات، والتي تعطى خدمة معلومات تكون أحياناً أكثر دقه لأنها تؤخذ من الموظف مباشرة، ولكن هذه الخدمة تخضع أحياناً لمزاجية الموظف التي لاحظتها من خلال الاتصال الذي أجريته إلى بعض القطاعات الحكومية وحتى الأهلية، فتجد أريحية في الحديث لدى البعض وتجد الغلظة وعدم الإنصات الكامل لمطالب المتصل وعدم التوضيح بشكل كامل والمسارعة إلى إنهاء المكالمة على نحو يثير الغيظ، والتي يطلب في نهايتها تقييم المكالمة. هناك تفاوت كبير في ثقافة الموظف لدينا الذي يقوم بالرد على المتصل، هذه الثقافة تقوم على لباقة الحوار التي هي مفقودة لدى نسبة كبيرة، وهي تعكس صورة بيئة الموظف التي ترعرع فيها، وهي الأسرة بطبيعة الحال، فمتى كانت الأسرة ذات تربية راقية في ثقافة الأخلاق المرتبطة بالسلوك الحسن، فإن النتيجة في الغالب سوف تكون إيجابية حتماً، فينعكس هذا على روح التعامل في شؤون الحياة كافة، ولن يكون هناك شذوذ إلا في حالات نسبية بسيطة.
ولكن مع الأسف إذا عدنا لموضوع النسبة فهي تكاد تكون طاغية على واقع بعض القطاعات وبالذات الحكومية التي لا يوجد فيها اهتمام برأي المتصل بشكل جاد، يجعل من الموظف يقدر المتصل ويهتم باتصاله، فلن يهمه التقييم إذا كان لن يؤثر على راتبه أو الحوافز التي تمنح له، فيبقى الاتصال مجرد تقليد أو سد ذريعة، في القطاع الأهلي هناك حرص على الاهتمام بالمتصل ومحاسبة الموظف، وخاصة في القطاع الربحي ومن ضمنها المراكز الصحية المختلفة التي تسعى على نحو كبير إلى استدراج المريض، والتي تحولت إلى محلات تجارية عندما تسمع في بعض منها ( الرد من الموظف أنه توجد هناك عروض ) والذي كنت أتمنى أن تمنح بأقل تكلفة لذوي الدخل المحدود. أخيراً هل سوف يكون اهتماماً حقيقياً وفعالاً بتقييم الموظف الذي يقوم بالرد على المتصلين والحرص على تقبل طلباتهم وآرائهم في كافة القطاعات المختلفة؟