د.نايف الحمد
في الأيام القليلة الماضية لا حديث يعلو على حديث وتصريحات الأستاذ ياسر المسحل رئيس اتحاد كرة القدم السعودي.
المسحل بدأ بفتح ملف توثيق البطولات، ثم تحدث عن ترشّحه لفترة ثانية، وكان الملف الأكثر إثارة ما طرحه عليه الإعلامي بتال القوس في مقابلة تلفزيونية حول علاقته برؤساء الأندية وتأثير ذلك على قرارات الاتحاد السعودي المرتبطة بالجمعية العمومية.
في ملف توثيق البطولات بشّرنا المسحل بقرب العمل على صدور هذا التوثيق بعد كأس العالم، مع الإشارة إلى أنه سيكون مرضياً لكل الأطراف ما استدعى استغراب الجميع عن ماهية هذا الرضا، وكيف يحدث, إلّا أنه استدرك في تصريح آخر أن المعايير التي ستُعتمد هي التي ستكون مرضية للجميع ولا يهمنا بعدها البحث عن رضا أيٍّ من الأطراف، وعاد في مناسبة أخرى ليذكر أن الاتحاد سيستعين بخبراء أجانب للمشاركة في إنجاز هذا الملف.
أتمنى أن يكون الحديث عن التوثيق هذه المرّة جاداً وبحجم انتظار الشارع الرياضي لحسم هذا الملف، وأعتقد أن المسألة واضحة ولا تحتاج للكثير من العناء ولا لخبراء من خارج البلاد، وأخشى ما أخشاه أن يكون هذا التوثيق مجرد رصد وسرد لتاريخ الرياضة وبطولاتها والتي يعرفها الجميع وليست محل خلاف، وما يهم الوسط الرياضي هو تصنيفها واعتماد البطولات التي أقيمت على مستوى المملكة وتوثيقها بعيداً عن تصفيات المناطق والبطولات الودية والتنشيطية.
أما فيما يتعلق بترشّح المسحل لفترة أخرى فهو أمر متوقع رغم أن الفرصة متاحة ولا أرى ما يمنع من التقدم لهذا المنصب من آخرين.. وبرغم تسجيل المسحل للعديد من النجاحات، إلّا أن الاتحاد يعاني في بعض الملفات، وأعتقد أن التوثيق من أكبر الملفات التي فشل الاتحاد في إنهائها، وسننتظر ونرى ما إذا كان قادراً على إنهائه.
وفي مقابلة رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم مع الإعلامي بتال القوس طُرح سؤالٌ كان محل استغراب الجميع حول خشية بعض رؤساء الأندية من معارضة رئيس الاتحاد كونه مقرباً من الوزارة وأن معارضته ستتسبب في فقدهم لمناصبهم.
في الحقيقة إن مثل هذا الطرح لا يتناسب إطلاقاً مع ما نشاهده من توجهات الوزارة التي تعمل بشكل شفاف ووفق الأنظمة وتقدم الدعم الكامل للأندية وتسعى لتطويرها من خلال سن الكثير من الأنظمة، وهو حديث غير مسؤول لا يمكن أن يتناسب مع المرحلة التي نعيشها من دعم كبير للرياضة والتي تتطلب وجود رؤساء أندية قادرين على تحمّل مسؤولياتهم وتقديم عمل يوازي طموحات المسؤولين والجماهير على حدٍّ سواء .
نقطة آخر السطر
إذا ما قُدِّر للأستاذ ياسر المسحل الترشح لولاية ثانية فلا أظن أن الوسط الرياضي سيقبل منه تكرار الأخطاء التي حدثت في فترته الأولى، وعليه وفريق عمله أن يقوموا بعمل كبير لتصحيح هذه الأخطاء، إن لم يكن كلها فجلّها، بحيث تبقى في الحدود المقبولة والمبررة، إذ لا عمل بدون أخطاء.