الحديث عن المعلم وأهميته ومكانته حديث متجدد ويطول فيه المقام والمكان وقد اتفق العارفون من متعلمين وغيرهم على مدى القيمة والأهمية في ذلك وهو أمر عرفناه وألفناه. لكن الفعل والعمل على تنفيذه والشعور الآسر الذي يحيط بهذا الجانب ربما يتفاوت الآخرون فيه من خلال عدة اتجهات. وحينما نتحدث عن شخصية بحجم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم فإنك تتحدث عن شخصية نوعية ومختلفة صاحب علم ومعرفة وحكمة ورأي وتوازن واتزان، تقرأ دبلوماسية في حديثه وشعوراً يقربك منه وتشعر بقربه منك وكأنك تعرفه ويعرفك منذ زمن مضى وهو حاكم إداري طور وقدم ويسمع ويستمع وأنت حتما تستمع لأمير في فكره وطرحه ومشاريعه ومبادرته وتنوع أفكار، صاحب ابتسامة صادقة ووجه بشوش وهدوء بهيبة يقدر الاخرين مواطناً ومقيماً، وهو باحث أكاديمي وخبرة قيادية وإدارية صاحب مكتبة ثرية تجده للمعرفة داعماً وللتعليم معززاً وللاهتمام العلمي حاضراً. والله لم أقابله ولم ألتق به لكنني متابع له في نشاطه القيادي في إمارة منطقة القصيم وقارئ لاطروحته العلمية ومتابع لزياراته الميدانية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وصاحب أفكار ومبادرات نوعية تخرج في كل عام تستهدف الجميع، وقد وددت أن أقابله لأقول له؛ وفيت للمعلم بتخصيص ميدان باسم «ميدان المعلم» بجميع مدن ومحافظات منطقة القصيم، الذي يؤكد اهتمام وتحفيز سموه الدائم للمعلمين والمعلمات، ودعمه للبرامج والمناشط التعليمية. لأنك انطلقت من حس وطني وأبوي يدرك فضل المعلم والمعلمة وأهمية دورهم في تربية الاجيال واثرهم البالغ على الطلاب والطالبات لخلق قدوة حسنة للأجيال. إنها بادرة رائعة جداً تدل على تقدير المعلم ودوره الريادي في بناء الاجيال من أبناء الوطن. هنيئاً للقيمة به. فهو يجسد المعنى، غارق بالوطنية، معزز للمعرفة وأهلها، صاحب فكر بمواصفات الاتزان والتوازن. وكم كنت أتمنى أن تكون هذه الفكرة والمبادرة تنطلق على جميع مناطق المملكة لما لها من دور جبار وأثر مبير في ترسيخ المفهوم والعطاء والبناء من خلال هذا التكريم والتحفيز الذي ينطلق من اهتمام يعي قيمة المعلم كشخص يتفانى بالعطاء ونطمع أن يكون هذا الميدان الذي نحتفي به كفكرة ومبادرة ستخرج إلى حيز الوجود من خلال إبراز أعلام المعلمين ومنجزاتهم وأدوارهم وأثرهم على الطلاب وأن نزرع في نفوس أبنائنا كيف لهذا المعلم هذه المكانة وهذا الاحترام اذي يتجاوز حدود الصف الدراسي والمدرسة.
وحري أن تستنسخ هذه المبادرة إلى المناطق الأخرى خاصة أن القصيم من المناطق الولادة للمشاريع والمبادرات المميزة كغيرها من مناطق بلادنا الحبيبة.
شكراً لا تكفي لصاحب المبادرة أمير منطقة القصيم الذي حول التكريم إلى مشروع للتنفيذ متجاوزاً الشعارات إلى واقع مشاهد يشد من الأزر ويدفع للأمام ويعلق الجرس لمعلم قدوة ولمعلم يستحق مثل هذا التكريم وأكثر. وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن سعود يمكن القول عنه صديق المعرفة صديق التعليم داعم المعلم وهو من ظفر في أن يكون صديق المعلم الذي صدق قوله فعله، وشعوره حضوره.
كم من معلم ومعلمة وقفوا لك احتراماً وتجاوزوا أن يضعوك في مقدمة دعائهم وأن توجه باقامة ميدان المعلم بل ميدان زرعته وتسقيه وتدعمه باهتمامك واحترامك.