علي الصحن
حمَّل استقبال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء مساء الأحد الماضي للاعبي المنتخب السعودي الأول لكرة القدم وأعضاء الجهازين الفني والإداري الذي يستعد لمونديال 2022 رسائل ومضامين مهمة، فهو في البداية جدَّد الاهتمام الدائم والمنقطع النظير من القيادة بالرياضة والرياضيين، ودعمها المستمر والهائل لهما، «وما يقدمه سمو ولي العهد للرياضة السعودية أمر يدعو للفخر، ويشجع على العطاء ويزيد من فرص النجاح، إذ لم يكتف سموه بتقديم الدعم المادي للرياضة، وهو شريانها الرئيس، بل امتد دعمه للأمور المعنوية والإشراف المباشر وتقديم الرأي، وهو ما أثرى الساحة الرياضية السعودية، وزاد من حجم حضورها ومنافستها في الداخل والخارج، كما جعلها محل اهتمام الجميع ومتابعتهم وحرصهم، نظير ما أصبحت تقدّمه الرياضة من تشويق للجميع وفي ألعاب مختلفة أصبحت تُقام في المملكة العربية السعودية».
وفي الاستقبال قدَّم سمو ولي العهد درساً في كيفية التعامل مع فرق العمل ومنحها كل أسباب النجاح وعدم جعلها رهينة الضغوط، حيث أشار سموه في معرض حديثه للاعبي المنتخب إلى أن يستمتعوا بالمباريات الثلاث وأن يؤدوا مباريات المجموعة بدون ضغوط نفسية يمكن أن تؤثِّر على أدائهم الطبيعي، ولم يفت سموه الإشارة إلى صعوبة مجموعة المنتخب في المونديال، وأنه ليس متوقعاً من المنتخب تحقيق نتائج كبيرة لكن الدعوات معهم.
حينما يتحول العمل من واجب مكبل بطموحات وأهداف صعبة، فإنه سيكون شاقاً على فرق العمل، وربما كان تفكيرها بالوصول إلى القمة سبباً في عدم قدرتها على التحرك خطوة واحدة إلى الإمام، وهنا يأتي دور القائد القادر على خلق جو آخر، وإزاحة بعض الواجبات والطموحات التي قد تخالف الواقع، وبالتالي يؤدي فريق العمل بارتياح ربما يكون سبباً في تجاوز الأهداف المرسومة مسبقاً.
في مجال العمل هناك من يتمسك بآماله حرفياً، يضع هدفاً ولا يفكر بغيره، وربما كان ذلك سبب خسارته كل شيء والعودة إلى المربع الأول من جديد، إن الطموح العالي يجب ألا يتجاوز عبارة المستحيل، وإن كان هناك من يريد أن يخالف ذلك، ويعتقد أنه قادر على فعل كل شيء، ثم ماذا: ربما يخسر أو يعجز على الأقل عن الوصول إلى ما يريد، فيُصاب بالحزن والاكتئاب، ويساوره القلق حول المستقبل، ويتوقف عن العمل لمدة طويلة، وقد شاهدنا ذلك ملياً في عالم كرة القدم.
حينما يقول سمو ولي العهد للاعبي الأخضر استمتعوا بالمباريات الثلاث والعبوا بلا ضغوط فهو يوجه رسائل هامة للاعبي المنتخب وللجهازين الفني والإداري ولجميع الرياضيين أيضاً، فالرياضة وإن احتدت منافساتها واشتد الصراع على ألقابها هي في النهاية سبيل من سبل المتعة، يجب أن نمارسها ونتابعها بلا ضغوط تؤثِّر على مستوى الأداء وعلى قيمة المشاهدة والتشجيع أيضاً.
استقبال سمو ولي العهد لم يكن مجرد لقاء وتوجيهات فقط، بل كان تكريماً للرياضة وللرياضيين أيضاً.