ميسون أبو بكر
بينما المجتمعات الغربية سقطت فيها القيم وغرق شبابها في الممارسات اللا أخلاقية وانتشرت فيها ظواهر سلبية كثيرة ووقع بعض الشباب فريسة لأمراض نفسية؛ يؤكد قادتنا دوماً على الالتزام بتعاليم ديننا وشريعتنا وقيمنا التي نشأنا عليها، كما تعوّل مجتمعاتنا على التربية الأسرية والترابط الأسري الذي يعتبر من ميزات المجتمعات العربية وأبرز ملامحها.
دعاني للكتابة عن هذا الموضوع ما يحدث من انفلات أخلاقي وتفشي المثلية والعنف بين المراهقين في دول غربية كثيرة باتت هذه الحوادث عناوين رئيسية في نشرة الأخبار، فمن عاش في أوروبا للدراسة مثلاً أو من يعرف أصدقاء مقربين لا بد وأنه مطلع على معاناتهم في تربية أبنائهم والتعامل معهم، تلك التربية المقيدة بسياسة الدولة وقوانينها التي تردع الأهل من تربية أبنائهم بالطريقة التي تجعل منه إنساناً محترماً مسؤولاً يردعه العقاب وعادات الأسرة وتقاليد المجتمع العربي ضمن أطر ثقافته ودينه. لذلك تختار بعض العائلات العودة بأولادهم في سن المراهقة لموطنهم الأصلي ليحظوا بتربية تحت مظلة الأخلاق والقيم دون خشية اتخاذ الدولة إجراءات قد تحرمهم حضانة أولادهم في حين اشتكى الأولاد من أسلوب والديهم.
انتشرت اليوم الكثير من السلوكيات المخجلة والممارسات غير المسؤولة والعنف في المدارس والتحرّش وكل ذلك بسبب الانحطاط الأخلاقي والحرية الزائدة وما شجعه عدم قدرة الأسرة على ضبط الأبناء بسبب القوانين الجائرة على الوالدين وتشريعات السياسيين التي أضرت بالمجتمع ولم تخدمه.
القوانين في بلادنا والتي حرصت عليها الدولة ضمنت أمن المجتمع واستقراره وصحة العلاقات، واحترام الصغير الكبير وقدسية العلاقة بين الطفل ووالديه والتي ذكرت في القرآن الكريم في أكثر من موقع مما يعزّز أهميتها وآثارها.
في الآونة الأخيرة وجدنا تغيّراً في المجتمعات الغربية ربما يدل على وعي الناس بما وصلوا إليه من سلبيات خلفتها الحريات المطلقة غير المسؤولة والتي أنتجت مجتمعات تنتشر فيها الرذيلة والجريمة، فقد أخبرتني صديقة فرنسية أن ابنها البالغ ثمانية عشر عاماً فضَّل أن يبقى في كنف العائلة ولن يستقل بالعيش في شقة خاصة به بعد التحاقه بالجامعة، وقد خطا كثيرون في الآونة الأخيرة خطوه.
الحمد لله على نعمة الإسلام ونعمة القيم والمبادئ التي يتحلَّى فيها مجتمعنا الإسلامي، وإنني أذكر الآباء والأمهات «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، فالأبناء أمانة الحياة، ولا بد أن يحظوا باهتمام الأب والأم فكل له دوره في حياة الأبناء.