أ. د.عبد العزيز بن محمد الفيصل
ذكرى بيعة الملك سلمان عزيزة على كل مواطن، فهو المؤتمن على حفظ هذه البلاد، تسلم زمام الأمر فقاد البلاد إلى ما تصبو إليه من العزوالمنعة.
لقد كان أمام الملك سلمان عندما اعتلى عرش المملكة العربية السعودية حفظ البلاد من هجمات الأعداء التي تأتي من الخارج، وحفظ البلاد من بقايا المتشددين الذين لايرضيهم الاماترتاح إليه نفوسهم من نوازع الشر والرغبة في تفكيك المجتمع إلى فئات متناحرة، إن حفظ ثروة البلاد المتمثلة في النفط أمرمهم فهي مهددة من قاذفات لأعداء، ومهددة من حسد الدول الكبرى التي لايرضيها أن تتصرف المملكة العربية السعودية في هذه الثروة العظيمة، وبما أن الملك سلمان محب للخير بطبيعته فقد سخر هذه الثروة في نفع لإنسانية، وتاريخ الملك سلمان حافل بالعطاء والإشراف على نفع الآخرين، فقد أشرف على رعاية الأسرالكويتية زمن احتلال الكويت، وهو المشرف على جمع التبرعات للفلسطينيين، وهو المشرف على المتطوعين للدفاع عن فلسطين منذعام 1967م ثم عام 1973م، وهوالمشرف على رعاية اللاجئين في حرب البوسنة والهرسك حيث أشرف بنفسه على إيصال مساعدات المملكة من الدولة ومن الأفراد، وأقام رجالا مؤتمنين في دينهم وأمانتهم حيث أقاموا في البوسنة لمدة سنتين حرصا من الملك سلمان على إيصال التبرعات إلى مستحقيها.
وعندما تولى الملك كان الاهتمام بمساعدة المحتاجين في أنحاء العالم من أولوياته حيث أسس مركز الملك سلمان وأسند أمره إلى رجال مؤتمنين، فهذا المركز يساعد لاجئي الحروب، ومن شردتهم السيول، ومن تضرروا من مرض كرونا ومن أصابهم الجدب، إن الملك سلمان محب للخير فخيره عم المعمورة، وقد شهد له القاصي والداني. واهتمامه- حفظه الله- بالحرمين يمتد إلى الاهتمام بالمسلمين في أرجاء المعمورة، فالحاج والمعتمر أمانة في عنق سلمان من نواح عدة؛ منها تحقيق أمنية المسلم في الحج والعمرة، وهذا يقتضي تسهيل أمر السفر والوصول إلى المملكة ثم تأمين مايحتاجه الحاج من الأمن والسكن ووفرة الماء والعيش، لم يغب ذلك عن فكر الملك سلمان عندما تولى الملك بالإضافة إلى تحسين طرق الحج وحفظ عمارة الحرمين ماتم منها وإكمال مايحتاج إلى إكمال، إنها مسؤولية عظيمة تحملها الملك سلمان ولازال راعيا لها ومشرفا عليها، إن شرف حفظ الحرمين لهو شرف لايوازيه أي شرف آخر، فملك المملكة العربية السعودية عزيز بعزة الله، إن هذا الشرف لايعرفه الا من كان خارج المملكة العربية السعودية، فالملك سلمان ملك المملكة العربية السعودية، وهو يشترك مع الملوك في هذه الخصيصة ولكنه يعلوهم بخدمة الحرمين التي لايضاهيها أي مكانة أخرى في العالم.
إن الملك سلمان مغرم بتاريخ أسرته السعودية، ولذلك التفت إلى الدرعية موطن انطلاق حكم هذه الأسرة، فأعلن تأسيس الدولة السعودية على يد المؤسس محمد بن سعود، وبما أن انطلاق الحكم من الدرعية فقد أولاها اهتمامه حيث رمم مباني الأجداد، فأشرق نور الدرعية من جديد،إنها مدينة تستحق ذلك فهي مدينة النخيل ومدينة الفنون ومدينة الدول التي تعاقبت على حكم الدرعية، فمن ناحية الزراعة فقد كانت الدرعية هي التي تزود الرياض بما تحتاجه من الخضراوات والتمور. وبما أن الملك سلمان من محبي العرضة فقد شجع فرقة الدرعية على البروز في العرضة حيث كانت حاضرة في حفل الملوك والأمراء، إن بروز الدرعية من جديد في حكم الملك سلمان لهو وفاء لهذه المدينة التي بقيت في الظل لسنوات عديدة، ولاننسى ارتباط دارة الملك عبدالعزيز بالدرعية.
فالملك سلمان ملك ومؤرخ ومحب للعلم، أنشأ دارة الملك عبد العزيز التي اهتمت بتاريخ الدرعية، وقبل اهتمام الملك سلمان بالدرعية أنشأ الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، كان ذلك عندما كان أميرا لمنطقة الرياض، فهويعرف الرياض وممراتها وشوارعها وأحياءها وهو المهتم بالتراث فيعزعليه أن تهدم أحياء فيزول عبق التاريخ من وسط الرياض، لذلك أمرببناء الأسواق الجديدة في قلب الرياض على الطراز المعماري السائد في أسواق الرياض ومبانيها القديمة. وحدود المملكة حاضرة في قلب سلمان، الحدود البرية يعرفها بدقة والحدود البحرية يعرفها بجزرها وموانئها والدليل على ذلك أنه منذ أن تولى الملك انصرف إلى قضية الجزيرتين: تيران وصنافير، لقد كانت القضية في قلوب ملوك المملكة قبل الملك سلمان ولكن الملك سلمان أبرزها وسلط الضوء عليها إلى أن حلت هذه القضية التي مضى عليها سنون عديدة، إنه ملك ومؤرخ وجغرافي عالم بالدقيقة والجليلة في مملكته الغالية، يعرف قراها وقبائلها وأوديتها وجبالها معرفة الخبير العالم.
ومن التفاتات الملك سلمان في خدمة مملكته العزيزة إصدار أمره الشريف بتكليف الأمير محمد بن سلمان ولي العهد برئاسة مجلس الوزراء.
ولاشك أن هذا الأمر الشريف يصب في مصلحة الوطن والمواطن، أدام الله عزملك البلاد سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء.
إن مكانة المملكة في حكم الملك سلمان غاظت الدول التي لاترغب في أن يكون اقتصاد المملكة في هذه القوة والثبات فسربت للإعلام العالمي مواد إعلامية الهدف منها تخويف المملكة حاملة الضبابية وعدم الوضوح، فكان موقف المملكة هو الموقف المتزن الذي يعطي الدول الكبرى حقها ولاينقص من حق المملكة في التصرف بمالها وتنميته، إنها سياسة الاعتدال التي أوقفت الراغبين في التضليل وصرفتهم إلى موقف الحق وأن لكل دولة الحق في التصرف بأموالها،وهذا هونهج الملك سلمان نهج الاتزان وإعطاء كل ذي حق حقه.
لقد نجحت المملكة في إقناع الآخرين بحقوقها سواء كان ذلك في منبر الأمم المتحدة أومن خلال الصحافة العالمية والفضائيات التي تبث كل صغيرة وكبيرة. لقد كان رأي الملك سلمان خلف هذا التعقل والاتزان.
ولاننسى رحلات الملك سلمان المثمرة إلى العديد من دول الشرق قبل أن يكون ملكا للمملكة العربية السعودية، فقد كانت ثمرة تلك الزيارات من أسس ثبات المملكة على ميزان الحق والبعد عن الشطط الذي يضر بالمملكة وعلاقاتها بالآخرين، أدام الله عز هذه البلاد في ظل ملكها سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأميرمحمد بن سلمان، فالعيش مستقر، وإن أثرت فيه المؤثرات العالمية التي يعاني منها العالم كله بسبب هذه الحروب التي جدت فطال أثرها القريب منها والبعيد عنها، فالحرب مثل النار تبدأ صغيرة ثم تكبر، وكبرها قد لايكون كله بالقذائف والسلاح وإنما يكون بتأثيرها على طرق العالم ومعيشته ومستلزمات احتياجاته، إنها الحرب يصيب شرها البعيد عنها.والضرر المعيشي في المملكة أقل منه في الدول الأخرى، ونحمدالله على زوال مرض كرونا فالصحة تحت منظار الملك سلمان، فهناك دول مازالت تعاني من هذا المرض ولكن المملكة نجحت في مكافحة هذا المرض الذي عم العالم، وليس الاهتمام بدرء هذا المرض وحده فالصحة في المملكة كفت أمراضا كثيرة لها أكثر من باب للدخول إلى المملكة وخصوصا في زمن الحج والعمرة، والتعليم بحمد الله شق طريقه في وقت المرض ولم يتوقف فقد وفرت المملكة الأجهزة التي أتاحت استمرار التعليم عن بعد. إن هذه الجهود تمت بأوامر الملك سلمان السديدة وولي عهده الأمين.
حفظ الله الملك سلمان ذخرا لهذه البلاد وحفظ ولي عهده فهما صمام الأمان للأمن والمعيشة والصحة والتعليم.