ميسون أبو بكر
مَن منا لم يتمتع بأداء الفنانة ريم عبدالله في تقليدها المشاهير في رمضان؛ كان تقليدًا متقنًا وأداء متميزًا استطاعت ريم أن تقترب من الشخصية الحقيقية حد التطابق ولم يأخذ منا أكثر من ثوانٍ لنتعرف على الشخصية التي كانت تؤديها.
دور العبدالله في «مرزوقة» والذي أثار ما أثاره من انتقاد لأداء ريم في أغلب الآراء التي لم يرق لجماهيرها تقليدها اللهجة القصيمية بتكلف وبطريقة افتقرت للبساطة والعفوية، فقد كان الدور متكلفًا إضافة للشخصية غير المحبوبة والقصة السطحية وفقدان الذاكرة الذي يعود بنا لأدوار عربية قديمة مستهلكة ودون حبكة درامية، ولا يحاكي البيئة السعودية التي قد تكون لها ثقافة اجتماعية مغايرة.
الدور ظلم ريم عبدالله التي اضطرت لتقليد تلك الشخصية ليس في مشهد سريع محدود كما في أدوارها الكوميدية في رمضان بل لشخصية المسلسل الممتد لحلقات والتي كان يمكن لريم أن تؤدي دور الفتاة النجدية ببراعة في قصص أخرى أكثر قربًا للمشاهد كالعاصوف مثلاً.
التمثيل يختلف عن التقليد، فالأول يأتي تقمصًا لدور ما ودخول في تفاصيل الشخصية في كل الحلقات وليس محاولة للتقليد التي قد تكون مرهقة ومتعبة وغير مقنعة أحيانًا.
لعل رأيي جاء متجردًا من التعصب كما جاء في آراء كثيرة انتقدت الدور من حيث التعصب لمنطقة معينة، وهو انتقاد نواجهه كثيرًا بعد كل عمل وقد ينتسب لمنطقة أو عائلة وهو أمر طبيعي ومتوقع، لكنني آمل للدراما السعودية أن يكون لها خط مغاير عما تضج به الساحة الدرامية اليوم، فقد أثبتت كثير من الأعمال جودتها وسافرت لأبعد من الخليج ليصبح لها في المحيط العربي مشاهدون ومتابعون كثر.
هي فرصة سانحة لهيئة الإذاعة والتلفزيون في المملكة العربية السعودية في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون المقام في نوفمبر لرسم مسار واعد للأعمال التي يقدمها الإعلام الخليجي والعربي ومستقبل ما تقدمه الشاشات وما يقدم للمشاهد العربي، فالإعلام مرآة الأمم وصدى سياساتها، ولعل المهرجان العربي الذي يقام للمرة الأولى في المملكة تكون له بصمته ويحقق أكثر من كونه حدثًا لمهرجان عربي، والمملكة التي حققت أصداء عالمية في فعاليات مختلفة كان لها بصمتها ودهشة المراقبين في العالم قادرة عبر هيئة الإعلام المرئي والمسموع وكل الإمكانيات المادية والبشرية أن تحقق التميز في زمن نحن بحاجة لرسم خارطة طريق للمحتوى الذي يعد الفن أهم قنواته.