تتألم الأحجار في أحلامنا
وعويلها لا يُسمِع الإزميلا
ويظل معنى الظلم في آهاتنا
حتى يجسّد في الرؤى قابيلا
قد عاد أبرهة الأخير بجيشه
ليهدّ قلبي ما استطاع سبيلا
وأنا ( أبابيلي) استحالت بلبلاً
لم ترمِ من فرطِ الكرامة فيلا
والوقت غادره المكان فلم يعد
يمضي على عرف المسافة ميلا
لا نور فيما نشتهيه من السنا
إلا تذكرْنا به القنديلا
هو حلمنا الباقي نلوذ بضوئه
حتى نتوه فنبتغيه دليلا
يا أول الناجين من شمس الهوى
أتمد ظلك كي يكون طويلا ؟
أتعيد ترتيب المسافة بيننا
والدمع بعدك يغسل المنديلا
لا غيمة تبكي لبعض نحيبنا
إلا تشكل في الصبابة سيلا
يا قيس أحلامي الذي خبأته
بين الضلوع فأوردته قتيلا
لا ترم أوراق الغرام لعلها
جمعتك في وقت السهاد بليلى
هي سلوة المشتاق إن زار الأسى
فالقلب يأنف أن يكون عليلا
** **
- صالح سعيد الهنيدي