د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ
من المستحسن أن تقوم الأقسام العلمية من بين فينة وأخرى بلقاءات علمية يقوم بها أعضاء هيئة التدريس في هذه الأقسام العلمية، ومن هذه اللقاءات محاضرة ألقاها الزميل الكريم الأستاذ الدكتور بحيى بن محمد شيخ أبو الخير الأستاذ بقسم الجغرافيا، جامعة الملك سعود. كان عنوانًا لمحاضرة «التنظير في علم الجغرافيا».
ويشمل اللقاء مداخلات للحاضرين، فلمَّا جاء دوري بدأت مداخلتي بعدد من الأسئلة، سأذكرها ثم ليتم النقاش حولها:
هل هناك منظرون عرب؟ هل هناك نظرية عامة في الجغرافيا؟ وهل يمكن استنباطها إن لم توجد في النظريات التقليدية المعروفة؟ وإذا لم تستنبط حتى الآن، فما سبب ذلك؟ هل يمكن أن نقول إن هارفي توصل إلى نظرية معرفية عامة في الجغرافيا؟ أو من الأحرى أن نقول إن جهده الفكري قد انصب فقط في محاولة لفهم الجغرافيا؟ هل لدينا أزمة فكرية في الجغرافيا أو لدينا أنموذج متأزم في الجغرافيا؟ هل من الضروري أن يكون جميع المتخصصين في علم من العلوم منظرين؟ أو تكون هنالك ثلة من هؤلاء المتخصصين لمراقبة العلم ورصد تطوره التنظيري وتوثيقه مرجعيًا؟ ما الحد الأدنى الذي يجب أن يجري مجازًا في دماء المتخصصين في علم من العلوم لكي يصبحوا شيئًا من المتون التنظيرية أو بالأحرى تكون تلك المتون جزءًا منهم؟ هل يمكن للأنموذج في الجغرافيا أن يرتقي إلى مستوى النظرية أو على الأقل إلى مستوى النسق التنظيري؟ أو أن النسق التنظيري في الجغرافيا هو وعاء يضم نماذج العلم ويحتوي نظرياته؟ وإذا كان الأمر كذلك فما حدود ذلك النسق وما معاييره؟ وما الفرق بين هذا النسق، في الجغرافيا، إن وُجد والنسق المثالي فلسفيًا؟
أطرح هذه التساؤلات لأخي الكريم المحاضر ولبقية الزملاء الكرام عسى أن نتوصل لإجابات عليها تشفي الغليل لناهلي العلم، ونسأل الله العون والتوفيق.