خالد بن حمد المالك
هناك تخوف شديد على مستوى دول العالم من مخاطر التغير المناخي بهذه السرعة، وما يعنيه ذلك من تأثير على البيئة، ولاحقاً على مصادر المياه، وانخفاض حجم الزراعة، فضلاً عن انخفاض معدل كمية الأمطار، وتأثير ذلك على التصحّر، والحياة بشكل عام.
* *
وقد تسارعت الدول إلى البحث عن الحلول والسعي لمعالجة المشكلة قبل أن تستفحل، وتنادت إلى عقد المؤتمرات والاجتماعات، وإيجاد صيغ من التعاون للحد من تطورات المشكلة، حفاظاً على الحياة، وعدم تأثر الغذاء والحياة الفطرية بهذه التطورات المناخية المتسارعة.
* *
وبينما ينعقد في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية واحداً من أهم قمم المناخ بحضور دولي على أعلى مستويات التمثيل، ويتحدث فيه قادة العالم عن رؤاهم لمعالجة أسباب المشكلة، والوصول إلى حل لها، فإن كلمات القادة في المؤتمر، وأبحاث مشاركة الوفود ستكون - بالتأكيد - بمثابة خارطة طريق لمعالجة أزمة المناخ.
* *
في هذا الشأن، فإن المملكة قد استشعرت مبكراً تبعات هذه المشكلة، ومارست دورها في مساندة ومعاضدة الدول الأخرى للخروج بحلول فاعلة للتغير المناخي، كون المشكلة لا تقتصر على دولة دون أخرى، وإنما ضررها يصيب الجميع، ويؤثّر على الكل، وما من أحد سوف ينجو إذا لم يسارع الجميع في الإسهام بدور يخفف من الأزمة إن لم يقض عليها.
* *
تذكروا أن سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان سوف يطلق النسخة الثانية من قمة مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» ومنتدى مبادرة «السعودية الخضراء» في مدينة شرم الشيخ، ضمن دعم لا يتوقف لكل مقترح يصب في مصلحة مكافحة التخلص من آثار التغير المناخي.
* *
وتذكروا أيضاً أن ولي العهد كان أعلن عن مبادرة «السعودية الخضراء» في نهاية العام الماضي لتحقيق الاستدامة البيئية، وصولاً لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2060، وزيادة حصة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء إلى 50 % بحلول عام 2030، وخفض انبعاثات الميثان بنسبة 30 % بحلول العام نفسه.
* *
والمملكة لا تكتفي بذلك، فها هي قد أعلنت من قبل عن تعهدها بإنشاء منصة تعاونية لتسريع تنفيذ الاقتصاد الدائري للكربون، ومركز إقليمي لتغير المناخ، ومراكز إقليمية لاستخدام تخزين الكربون، والإنذار المبكر بالعواصف.
* *
المملكة وضمن اهتمامها بالمناخ وتطوراته، وتعاونها مع الدول الأخرى، تعمل على زراعة 50 مليار شجرة، واستصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، ودعم الحد من الانبعاثات في المنطقة التي تعادل 670 مليون طن سنوياً، وكل هذا ضمن مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» الذي تتبناه المملكة.
* *
ولتفعيل هذه المبادرة، وباهتمام شخصي من الأمير محمد بن سلمان، فقد استضافت المملكة في شهر أكتوبر من العام 2021م النسخة الافتتاحية لقمة مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» بحضور رؤساء دول ومسؤولين كباراً يمثِّلون أكثر من 30 دولة جمعتهم حول طاولة واحدة.
* *
وبينما تتضمن مبادرة «السعودية الخضراء» ثلاثة أهداف وطنية طموحة وفق ما أعلن عنه وهي: زيادة المناطق المحمية البرية والبحرية لتعزيز التعاون الإجمالي، وتقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030، وتشجير المملكة بزراعة 10 مليارات شجرة، فإن المملكة لا تتوانى عن وضع كل إمكاناتها لمكافحة التغير المناخي.
* *
تقدَّر تكلفة الحزمة الأولى من المبادرات التي تزيد على 60 مبادرة فرعية، ضمن مبادرة «السعودية الخضراء» بحوالي 700 مليار ريال، وسوف تسهم في نمو الاقتصاد الأخضر وطنياً وإقليمياً وعالمياً، وهو دعم قوي من المملكة ليأخذ مساره نحو معالجة أزمة المناخ المستفحلة.
* *
والمملكة بهذا الإسهام وطنياً وعالمياً، إنما تؤكد استشعارها بمسؤولياتها في هذا الشأن، وأنها حاضرة دائماً كدولة كبرى في تبني المبادرات والأفكار، وتقديم الدعم في مسألة المناخ وغير المناخ، وهي أبداً لا تغيب عن المشاركة في خدمة وتحسين أوضاع الدول والشعوب.
- يتبع -