د. تنيضب الفايدي
التفكير السلبي: تفكير الإنسان في السلبيات التي مرّ بها في الماضي، ويقلق ويخاف من المستقبل، ويعيش الحاضر بأحاسيس سلبية واعتقادات سلبية، تجعل حياته سلسلة من التحديات والمشاكل.. التفكير السلبي له دور كبير في القلق، بل يؤثّر على الحياة والصحة، فالفِكر السلبي يضخ معهُ كمية من اليأس قادِرة على السيطرة على حياة الإنسان بشكل عجيب، وغالباً ما يُسيطر هذا التفكير على نمط حياة الإنسان ويسرق منها لذّة السّعادة وراحة البال، فمثلاً يفكر واحد بأنه لن ينجح في الاختبار، وكذا يغلب على التفكير بأنه لن ينجح في أداء تلك المهام التي وكلت إليه، وهكذا، فالتفكير السلبي يدمر النشاط والقوة والحماس. وكلّما زاد التفكير السلبي كلّما أدّى ذلك إلى ثورة النفس وشعورها بالعجز، لما صدر منها من تصرفات سابقة، حيث أضاع عدة سنوات وفشل في دراسته، فشل في الحصول على وظيفة، فشل في الخطوبة، في الزواج، يعتمد على غيره مالياً، لذا يجد نفسه ثائرة دائماً ضده، ويشتد غضبه لحاجات تافهة، وتدل أغلب الدراسات أن نسبة كبيرة من المشاكل تكون نتيجة للغضب، وتصدر عنه تصرفات غير طبيعية كالقتل، والطلاق، وبعض الجرائم الخطيرة، وكم قرأتم وسمعتم عن تلك الجرائم، فهناك من يحرق نفسه أو أبنائه، نسأل الله السلامة واللطف.
وترصد المواقع السلبية خلال حياته السابقة يهيج غضبه؛ لذا فإن الغضب مصدر من مصادر القلق، فالإنسان إذا يغضب ولم يستطع السيطرة على نفسه تحدث منه أمور لا تحمد عقباها، كما أن كثيراً الغضب تجده مصاباً بأمراض كثيرة كالسكري والضغط والقولون العصبي وغيرها، لذا فإن الإسلام حثّ على كظم الغيظ، قال تعالى: {الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} سورة آل عمران الآية 134. وقال تعالى: {فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون}. سورة الشورى الآية 37. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة. قال: ( لا تغضب ولك الجنة). رواه الطبراني. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله ما يمنعني من غضب الله ؟ قال ( لا تغضب ). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما من جرعة أحب إلي من جرعة غيظ يكظمها عبد، ما كظمها عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيماناً. رواه ابن ماجة والإمام أحمد. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني . قال (لا تغضب) فردد مراراً قال (لا تغضب).
وهناك عدة طرق لعلاج الغضب:
الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم قال تعالى: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم} سورة فصلت الآية 36. وعن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال : كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورجلان يستبان فأحدهما احمر وجهه , وانتفخت أوداجه , فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد). رواه البخاري.
السكوت : فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(وإذا غضب أحدكم فليسكت) رواه أحمد والطبراني. قال ابن رجب -رحمه الله تعالى- «وهذا أيضاً دواء عظيم للغضب؛ لأن الغضبان يصدر منه في حال غضبه من القول ما يندم عليه في حال زوال غضبه كثيراً من السباب وغيره مما يعظم ضرره, فإذا سكت زال هذا الشر كله عنده.
تغيير الحال: بمعنى إذا هو جالس في حالة غضبه فليقم وكذلك العكس، فعن أبى ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع). رواه أبو داود.
إزالة ما يسبب الغضب، والبحث عمَّا يصرف تفكيره في مشاكله السابقة ويتذكر دائماً الجوانب الإيجابية ومواطن النجاح التي مرت عليه في حياته.