محمد العبدالوهاب
على مدى أسبوعين أضاءت فيه العاصمة الرياض، عناقيد من الذهب والفضة والبرونز، وعلى طريقة من (يكسب المليون).
وبالأمس القريب.. اختتمت فيه دورة الألعاب السعودية بعد تظاهرة رياضية فريدة من نوعها أقيمت للمرة الأولى تاريخياً وسط حضور كثيف على ما يربو عن 6000 مشارك على مستوى أفراد وصعيد الأسر، يمثِّلون ما يقارب 200 ناد يتنافسون على أكثر من 45 لعبة منها فردية وأخرى جماعية، وسط منافسات تخللتها الإثارة والندية بشتى ألعابها ومناشطها المتعددة، تقلّد أبطالها المراكز الأولى وعلى أعناقهم الميداليات الذهبية وعلى كفوفهم الجائزة النقدية المليون ريال. والذي استحوذ فيه فريق اللجنة الأولمبية والبارالمبية على النصيب الأكبر من الميداليات والتي فاقت الـ90 ميدالية بمختلف مسمياتها.
... ففي الوقت الذي كان ختامها مسكاً.. فإن الأهداف التي رسمتها اللجنة العليا المنظّمة للدورة من حيث الرؤية والرسالة قد تحققت من خلال هذه الدورة نحو تقديم منصة للرياضيين السعوديين للتميز والوصول إلى أفضل إمكانياتهم وإلهام الشباب من خلال الرياضة على إظهار قدرات المملكة بشتى المحافل والميادين العالمية. شكراً وزارة الرياضة على هذا التميز والتفرّد في إنجاح كل حدث رياضي عظيم وضخم للشباب والوطن والتي تنظّمه المملكة تحت مظلة حكومتنا الحكيمة.
* * *
المسؤولية الاجتماعية.. بين الواقع والمأمول
مهما كانت الميول تجاه ناد عن غيره، تظل الأندية وبمختلف مسمياتها، مؤسسات اجتماعية تربوية فضلاً عن كونها رياضية تقوم بواجباتها ومهامها تجاه المجتمع عامة والتي ليست بمعزل عنه، بيد أن ديننا الإسلامي الحنيف حثنا على هذا الجانب تحديداً -تكافل وتواصل - كقيم ومبادئ سامية، وبالتالي فإن تطلعات الدولة - حماها الله - من حرصها الدائم على تقويم الشباب كركيزة أساسية ليساهم في بناء وطنه وجعله واجهة حضارية لها، فقد أولت هذا القطاع حيزاً كبيراً من الاهتمام والدعم اللا محدود عبر بوابة الرياضة، ولعل -المسؤولية الاجتماعية - تأتي في صدارة تلك المهام والواجبات التي يفترض أن تكون شعاراً لكل الأندية.
.... فالمتابع والمشاهد للأندية العالمية المتفوِّقة كروياً يجدها تولي اهتماماً كبيراً لدرجة أنها تستقطع ما يزيد عن 15 % من إيراداتها لصالح المسؤولية الاجتماعية استغلالاً لنجومية اللاعبين ودعم لمجتمعاتهم المدنية.
بينما ما نراه هنا من حراك خجول لهذا الجانب لا يوازي أبداً مع ما يقدّمه الاتحاد السعودي عبر لجنة المسؤولية الاجتماعية من جوائز مادية لأصحاب المراكز الأولى! الأمر الذي أؤكد فيه أن أدوار المسؤولية الاجتماعية بالأندية تحضر فترة وتغيب فترات طويلة جداً، والذي أتمنى أن لا تكون قرب موعد الإعلان عن تلك الجوائز سبباً للظهور فجأة ومن ثم الغياب المعتاد.
* * *
البادل.. والبطل الثاقب
لعبة بادل تنس، والتي تعتبر أحد أسرع الرياضات نمواً في العالم، كنت أظن للوهلة الأولى بأنها لعبة الإسكواتش لتشابه طريقة لعبها ومكان إقامة منافساتها بملعب زجاجي مغلق، غير أنه اتضح لي بعد مشاهدتي لها عن قرب وبدورة الألعاب السعودية بأنها رياضة من رياضات المضرب، أنيقة ورشيقة في أدائها وجميلة بمشاهدتها ومتابعة أحداثها، غير أني لا أفهم بكامل قوانينها، كان بطل هذه اللعبة وعريسها في تلك الأمسية الجميلة في أجوائها والأنيقة بمنافساتها اللاعب عمر الثاقب وبمنصة التتويج محققاً المركز الأول والميدالية الذهبية، وأجزم بأنه سيكون له حضور لافت وبارز ومنافس شرس على الصعيد العالمي، متى ما توفر له الدعم الفني والإعلامي والمادي وتوفر صالات للعبه بالأندية الرياضية، أو الخاصة ذات الربحية.
* * *
آخر المطاف
قالوا...
العقول تؤثّر وتتأثر ببعضها، فاحرص على مخالطة أهل العقول الراجحة الناضجة الإيجابية المتفائلة.