عثمان بن حمد أباالخيل
(لا تُشرق الشمس في منتصف الليل، ولكن في قمة اليأس ينبت الأمل).. جبران خليل جبران. الحياة أحياناً تفاجئنا بما لمْ نكن نتوقع من ألم يأخذنا إلى قاع الإحباط واليأس حينها نصاب بالألم الجسدي/ النفسي الذي يحول حياتنا إلى بستان مصفر مكفهر تذوب معها أحلامنا ونغرق في محيط لا شاطئ له. الأمل هو الشيء الوحيد الذي يداوي الجراح، يسعد النفس، يقوي العزيمة. الأمل هو انتظار ما تخفية تعاقب الليل والنهار، الأمل هو الذي سوف يحول حياتنا إلى واحة خضراء تسر الناظرين، الأمل هو سوف تكون حياتنا أفضل بإذن الله. أولئك القابعون في غرف مظلمة لا تدخلها الشمس ولا يرون نور القمر، الحل هو الخروج والتنفس والتمتع بالحياة الجميلة. من الطبيعي أن الإنسان الذي يمشي سوف يصل إلى غايته، وحين تريد أن تصل إلى القمة عليك أن تتسلق جبالاً من الصبر والعزيمة والتوكل على الله. تذكر دائمًا ألا نستسلم للهزيمة بسبب فقدان الأمل بل نمضي إلى الأمام ونواجه كل الصعاب، فطريق القمة ليس مزروعاً فل وياسمين. من حولك الناس المتفائلون سوف يقدمون لك يد المساعدة والعون وحمل مصباح يضيء لك طريق الصعود إلى القمة، وما أكثر القمم في حياتنا التي تنوع بحسب رغباتنا. وتذكر دائمًا أن القمة تستوعب كل الناس السعداء الذين يحبون الحياة ويعشقونها.
في القمة سوف تجد أناسًا سعداء يتبادلون التحايا والابتسامات لكنهم يعملون بصمت وجد ليبقوا ويحافظوا على مكانهم في القمة، القمة لا تستوعب إلا الإنسان الذي لا يمل ولا يكل من العمل. وكم من إنسان سقط من القمة حين أخذ يمجد نفسه ويتباهى وتناسي أن القمة للذين يعملون ويمضون وقتاً للصعود إلى القمة التي تعلو القمة التي وصل إليها، فحياة الناجحين لها قمم. للأسف بعض الذين وصلوا إلى القمة تنكروا وتناسوا من وقف معهم، ماذا نسمي هؤلاء، إنهم من نكروا الجميل، نكران الجميل حقاً من شيم اللئام مبتعدًا عن قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سأل بالله فأعطوه، ومن استعاذ بالله فأعيذوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه) رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح. النخلة حين تموت، تموت واقفة وتنحني بشموخ ويستظل بظلها تلك الأشجار الصغيرة التي تقع في دائرتها، النخلة لا تنكر الجميل بعد موتها، فالظل هو رد جميلها، أيها الإنسان يا من ينكر الجميل هل عقلك أصيب بالخرف ولم يعد يعرف معني رد الجميل أم إنه ينكر الجميل؟ همسة لمن ينكر رد الجميل، إنكارك للجميل دليل على خسة النفس ونقص العقل ولؤم الطبع، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لا يَشْكُرُ الناسَ» رواه أحمد وأبو داود والبخاري.