خالد بن حمد المالك
هذه القمة تكتسب أهميتها من كون القادة الأعضاء في المجموعة تمثل دولهم حوالي 80% من الناتج الاقتصادي العالمي، وثلثي سكان العالم، وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية، واعتاد المجتمعون وهم يمثلون دولاً متقدمة وأخرى نامية على مناقشة القضايا المالية والاجتماعية والاقتصادية في كل اجتماع سنوي يتم انعقاده.
* *
لم تأخذ المجموعة في بدء تأسيسها في عام 1999م من الأهمية ماهي عليه الآن، فقد كانت تعقد على مستوى وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية، لكن في أعقاب الأزمة المالية في عام 2008م، تم رفع سقف التمثيل في المجموعة ليكون على مستوى قادة الدول الأعضاء، ونتيجة لذلك وسع جدول الأعمال ليتجاوز القضايا الاقتصادية والمالية، ليشمل قضايا الاقتصاد الاجتماعي، والقضايا التنموية.
* *
كانت المملكة قد تسلمت رئاسة مجموعة العشرين في مدينة غاغويا اليابانية، ابتداءً من 1-12-2019م واستمرت إلى نهاية نوفمبر من العام 2020م، حيث عقدت قمة قادة مجموعة العشرين بالرياض يومي 21-22 نوفمبر عام 2020م، وركزت قمة الرياض التي تمت عن بُعد على «اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع» متضمناً ثلاثة محاور رئيسة: تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة لتبادل منافع الابتكار والتقدم التكنولوجي.
* *
في رئاسة المملكة تم استضافة الرياض خلال الفترة التي سبقت عقد القمة ما يزيد على 100 اجتماع ومؤتمر لوزراء ومسؤولين رسميين وممثلي مجموعة التواصل، وكان من أهم النتائج التزام الدول الأعضاء بمبلغ يربو على 21 مليار دولار لسد الفجوة التمويلية في النظام الصحي العالمي لمكافحة جائحة كورونا, وقيام الدول الأعضاء بضخ ما يزيد على 11 تريليون دولار ضمن حزمة تحفيزية لدعم الاقتصاد العالمي.
* *
وقبل أن تسلم المملكة رئاسة المجموعة لإيطاليا، كان البيان المشترك عن قمة الرياض قد أيّد منصة الاقتصاد الدائري للكربون بعناصره الأربعة (خفض الانبعاثات، وإعادة استخدامها، وإعادة تدويرها، وإزالتها) وإطلاق مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين عن الدول الأشد فقراً وعددها 73 دولة فقيرة لمنحها حيزاً للإنفاق على الجوانب الاجتماعية والصحية والاقتصادية لمواجهة جائحة كورونا.
* *
ومن المملكة إلى إيطاليا وصولاً إلى إندونيسيا لعقد قمة مجموعة العشرين، حيث تتولى إندونيسيا رئاسة مجموعة العشرين طوال عام 2022م، وقمة بالي بإندونيسيا تعتمد على خطة طموحة بعنوان «الانتعاش معاً انتعاش أقوى» تركز على الصحة العالمية والتحول الرقمي، والانتقال الطاقي، وترمي إلى انتعاش متوازن للاقتصاد العالمي، واستقرار النظام النقدي والمالي العالمي، وقدرته على الصمود، وكذلك النمو الاقتصادي المستدام والشامل.
* *
ومن الواضح أن التحضيرات التي قامت بها إندونيسيا منذ تسلمها رئاسة مجموعة العشرين، كانت تحضيرات واستعدادات تناسب هذا الحدث المهم، ومن الطبيعي أن يكون جدول الأعمال مراعياً أهمية استكمال إنجاز ما تم طرحه في القمم السابقة، وإضافة الأفكار الجديدة التي أعلن الإندونيسيون عنها في هذه القمة، وهكذا يستمر العمل بوتيرة سنوية متسارعة يتخللها عدد من الاجتماعات للوزراء والخبراء والمسؤولين لتهيئة القرارات والتوصيات للقادة عندما يبدؤون اجتماعاتهم في بالي.