سهوب بغدادي
فيما يتكاتف الأشخاص المهتمون بالبيئة في نظافتها واستدامتها وسلامتها بما فيها من مكونات وعناصر، و»تتطلب التنمية المستدامة منهجية متكاملة تأخذ في اعتبارها الظروف البيئية بالإضافة إلى التطور الاقتصادي» فالبيئة أحد أهم الأهداف التي تطمح لتحسينها الدول المتقدمة، لذا لمسنا الاهتمام والعناية الحثيثة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- بمجال البيئة عبر بنود رؤية الوطن الطموح 2030، والمشاريع الجبارة التي تتضمن مراعاة الجانب البيئي عبر تقليل الانبعاثات وتوظيف الطاقة النظيفة، وما إلى ذلك من تفاصيل دقيقة تصب في تسخير الحاضر للمستقبل الباهر بإذن الله تعالى، في هذا النسق، شدتني قصة «الخالة ثمرا» أو «ثمراء» وهي امرأة عسيرية أصيلة من الزمن العذب، إذ نشأت الخالة ثمراء بين الجبال الخضراء والوديان والطبيعة، فنمت هناك ونمى حب الطبيعة معها، وعلى لسان ابنها تركي الذي ينشط في مجال البيئة وحملات تنظيف مناطق مختلفة في مدينة الرياض، أن والدته -أمدها الله بالصحة والعافية- هي مصدر الإلهام عندما يتعلق الأمر بالبيئة والحفاظ عليها، حيث لم تحظَ والدته بتعليمها ولم تتعلم القراءة أو الكتابة، ولا أريد أن أصفها بما يصف به الإنسان عادةً في تلك الحالة، لأن المتعلم والقارئ والكاتب قد يقع في أخطاء لا تبرر، مثل رمي النفايات بمختلف أشكالها وماهيتها، خاصةً مع اقتراب موسم الشتاء والأمطار وتكثر الرحلات البرية و»الكشتات» قد نجد هذه الظاهرة، وادعوها «ظاهرة المخلفات البشرية» للأسف، لطالما قامت الخالة ثمراء بالتجول في منطقتها والتقاط الأكياس البلاستيكية قائلة «هذه لن تتحلل ولو بعد عشرين عامًا» من ثم يستغرب ابنها قائلاً: أمي غير متعلمة، ولكن من علمها؟ سبحان الله, إن الله يعلم الإنسان بالفطرة ما يحتاجه لإعمار الأرض والحفاظ عليها وتنميتها، فها هي ثمراء عسير تقوم بدورها، ولي في هذه القصة عبرة لي وللجميع بأن تكون الرقابة ذاتية والوعي من الداخل بأنفسنا وبمحيطنا وبيئتنا التي سنتركها للأجيال القادمة.