د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
تشرفت بدعوة كريمة من جمعية تنمية عرقة لزيارة بلدة عرقة يوم الجمعة 10-4-1444هـ - 4-11-2022م بتنظيم من الشيخ عبدالرحمن الرسيمي والأستاذ منصور المدعج والأستاذ سلمان البريدي والأستاذ عبدالعزيز المرشد. فحفزتني هذه الدعوة لكتابة تعريف بعرقة، وأهلها أولى مني بالكتابة عنها، ولكنها مشاركة في سلسلة التعريف ببلدان اليمامة التي بدأتها بالرياض ثم الدرعية.
عرقة بلدة موغلة في القدم، نظرًا لخصوبة أرضها كما هي الحال في البلدان التي تقع على ضفاف وادي حنيفة، وتكتنف عرقة شعاب وأودية مثل شعيب أوبير والمهدية ووبره الذي يصب في وادي حنيفة.
وفي عرقة آثار تدل على قدم هذه القرية لعل من أبرزها وجود خمس مقابر قديمة:
المقبرة الأولى تقع غرب المقبرة الحالية وهي مسورة، وتسمى مقبرة القدس، وهي محاطة وعليها لوحة تعريفية، وتتجه القبور فيها نحو بيت المقدس.
المقبرة الثانية تقع في نخل آل قريش في الغريب الكبير.
المقبرة الثالثة تقع في مكان يسمى النجلة.
المقبرة الرابعة تقع في شعيب شنان.
المقبرة الخامسة تقع في منطقة قديمة تسمى غبار قريبة من سد وادي حنيفة.
ويوجد آثار لبيوت قديمة اندثرت الآن كانت في منطقة تسمى الغبار.
وقد عرفت عرقة بأسماء كثيرة منها عوقة أو العوقة والربقة، وأما في المصادر القديمة فقد قال ابن خميس -رحمه الله- في معجم اليمامة 2-191: عوقة تسمى الآن عرقة وهي قريبة من الدرعية. وفي معجم البلدان (معجم البلدان 4 - 190 - 8657) رسم عوقة: عَوقَةُ: بفتح أوله وسكون ثانيه كأنه المرَة الواحدة من العوق المقدم ذكره قرية باليمامة تسكنها بنو عدي بن حنيفة. وفيه أيضًا (معجم البلدان 4-221 - 8817) : غرْقَةُ: بفتح أوله وسكون ثانيه وغرقة. قرية باليمامة ذكرها ذو الرمَة قرية ونخل لبني عدي بن حنيفة. وقال أيضًا (معجم البلدان 4-123 - 8330): العَرِقة: من قرى اليمامة، لم تدخل في صلح خالد بن الوليد رضي الله عنه يوم مسيلمة.
وفي تاج العروس: وعُوَقَة كهُمَزة هكذا في النُسَخ، والصّواب عَوْقة، بالفَتْح، كما هو في العُباب: (قرية) باليَمامَة يسْكُنُها بنو عَديّ بنِ حَنيفة.
وفي الأماكن أو ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الامكنة للحازمي رقم 606- بابُ عَوَقَةَ، وَعَوْقَةَ: أما اْلأَوَّلُ:- بِفَتْحِ الواو، وبَعْدَهَا قاف-: من محال الْبَصْرَة، يُنْسَبُ إليها مُحَمَّد بن سنان الوقي، والمحلة تُنسب إلى القبيلة. وأما الثَّاني:- بسكون الواو-: قَرْيَة باليمامة يسكنها بنو عدي بن حنيفة.
في كتاب الهمداني: قرية يقال لها العوقة فيها ناس من بني عدي بن حنيفة،
ولما انتقل بعض أهل اليمامة إلى الشام سموا الأماكن التي سكنوها ببلدانهم في اليمامة، ففي معجم البلدان (معجم البلدان4-122-8328): عرقة تقع شرقي طرابلس الشام.
وقد وكانت بلدة عرقة مسرحاً لعدد من الأحداث لخصوبة أرضها وجودة محاصيلها، فقد أخذ عبدالله ابن معمر أمير العيينة آل عساف من آل كثير من لام من طي في عرقة سنة 1097هـ كما في تاريخ الفاخري ص 80، وفي 1098هـ هاجم الشريف عبدالمحسن آل عساف قرب عرقة كما في تاريخ المنقور ص 62، وغزا الشريف سعد آل عساف سنة 1099هـ قرب عرقة كما في تاريخ ابن عباد ص 67. وفي سنة 1136هـ استولى أمير العيينة ابن معمر على عرقة (تاريخ ابن ربيعة ص 85).
في سنة 1157هـ بدأت المراسلات للبلدان النجدية بالدعوة إلى نبذ البدع والخرافات والدخول تحت قيادة الدرعية، فاستجابت بلدة عرقة سنة 1159هـ وانضم مقاتلوها إلى جيش الدرعية في حربه لدهام ابن دواس قرب العمارية (تاريخ ابن غنام ص 97).
قد نقل بعض الرواة أن سبب تسميتها عرقة نسبة إلى ابن عرقان، وهذا غير صحيح لأن الاسم قديم جدًا، وقبل الإسلام، فقد نقلوا أن الاسم يرجع إلى مسجد قديم جنوب المقبرة الحالية يسمى مسجد عرقان بناه رجل صالح يسمى عرقان يعتقد أنه من أهل العراق لذلك عرف المسجد باسمه، وكان هذا المسجد تقام فيه طقوس وشعائر شركية حيث كان الناس يأتون إليه بدعوى أن الدعوة مستجابة فيه أو للتقرب إلى الله بأوليائه الصالحين لوجود قبر خارج المسجد يقع غرب المسجد من جهة المحراب؛ قيل إنه قبر عرقان بالإضافة إلى وجود شجرة كبيرة جنوب المسجد وقريبة من المحراب كانت تقدس كما يوجد معبد النار بجانب تلك الشجرة، وبعد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب قام أبناء القرية بقطع الشجرة وهدم المعبد، وكان بعض أبناء القرية يطلبون العلم عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الدرعية، حيث ينفر طائفة منهم لطلب العلم في أول النهار وهم ستة رجال ويبقى الآخرون من أجل حماية القرية من أي عدوان وبعد عودة هؤلاء الرجال إلى القرية آخر النهار وبعد صلاة المغرب والعشاء ينقلون ما تعلموه إلى باقي الأهل.
«وفي كتاب: حركة التجديد والإصلاح في نجد» (ص160): أن من المواضع التي تعظم في العارض وشجرة «قريوة» في الدرعية «شجرة الفحال» في عرقة وشجرة الطرفية وغار بيت الأمير وغيرها.
ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة قد بعث خالدًا لقطع الشجرة وهدم الصنم والوثن تحقيقًا للتوحيد وحماية لجنابه، وكان ما يفعل في العارض شبيهًا بما كان يفعل في الجاهلية، فقد قام الشيخ -رحمه الله- بقطع شجرة «الذئب» في العيينة بنفسه وأمر بقطع «شجرة قريوه» في الدرعية. وأزال شجرة الفحال في عرقة.
ومن الطرائف كما رواها أحد كبار السن عن آبائه أن أحد طلاب العلم من أهل عرقة وهو في الطريق عائداً إلى عرقة بعد انتهاء الدرس وقبل أن يصل إلى عرقة تفكر في قول الله {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، عاد إلى الشيخ ليستفسر منه عن الآية وقابله قبل صلاة المغرب فأمره الشيخ بأن يصلي ثم يتعشى عنده، ثم سأله الشيخ هل تدري أنك ستتعشى معي أم لا؟ وهل ستصل إلى عرقة أم لا؟ فزاده هذا الشرح إيماناً وعاد إلى القرية وفسرها لأهله وجماعته -رحمهم الله جميعاً.
كما شارك أهل عرقة في سنة 1161هـ في وقعة البنية في الرياض (تاريخ ابن بشر 1-257). وكان أهل عرقة في مقدم الجيوش في معارك الدولة السعودية، ولذا فقد فقدت العيينة 23 مقاتلاً في وقعة الحاير بين قبيلة يام والجيش السعودي سنة 1178هـ كما في تاريخ ابن بشر 1-94).
وفي سنة 1185هـ وقعت معركة بين الجيش السعودي ودهام بن دواس أمير الرياض، وانتصر فيها الجيش السعودي (تاريخ ابن غنام ص 136).
ولما هجمت الجيوش المصرية المؤيدة من الدولة العثمانية الدرعية سنة 1233هـ دافع أهل عرقة عن بلادهم، وفقدت عرقة 40 رجلاً من أبطالها. (تاريخ ابن بشر 1-420).
ونظرًا لأهمية عرقة فقد جعلها تركي بن عبدالله منطلقًا لمسيرته في توحيد البلاد وذلك سنة 1237هـ عندما استولى على عرقة، واستمرت عرقة قاعدة للأمير تركي بن عبدالله إلى سنة 1240هـ.
وأما عرقة في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله - فكانت محصورة في أحياء الظهيرة والصنع والقلعة، وامتدت بعد الاستقرار الأمني لتشمل عددًا من المزارع والمباني المترامية بحسب تنامي السكان آنذاك. وتحوط عرقة أبراج مراقبة تسمى مربعة، والمرابيع فيها ثمان مربعة القلعة، ومربعة العبيدية، ومربعة المويسلية، ومربعة الظهيرة، ومربعة الغريب، ومربعة المضيجر، ومربعة أم قصيبة، ومربعة المسعودية. وعرقة مسورة بسور يحميها من الغزاة ولها أربعة أبواب، يسمى كل منها دروازة: من الشرق دروازة ابن ثنيان، ومن الغرب دروازة المقصورة، ومن الجنوب دروازة الإمام تركي، ومن الشمال دروازة الشعيب.
وحدود عرقة: من الشمال مزرعة الشيخ ابن إسحاق الذي تلي مزرعة أم طلال بن عبدالعزيز، وقد انتقلت ملكية مزرعة أم طلال إلى الحبيب. وأعلى قري عرقة ومسجد آل حسن. ومن الشرق الثلمة والخويشة (حي السفارات حالياً)، وأعالي شعيب أبو رفيع ومساييل أبو رفيع التي هي مقر جامعة الملك سعود. ومن الغرب مساييل المغترة. ومن الجنوب شعيب والمهدية وشعيب أوبير وشعيب أوبره.
وقد تتابع على إمارة عرقة عدد من الأمراء:
ففي «الدرر السنية في الأجوبة النجدية (16- 356) أن أمير عرقه للإمام محمد بن سعود - رحمه الله - (ت: 1179) هو إبراهيم الهلالي
وأما في عهد الإمام عبدالعزيز بن محمد - رحمه الله - فأميره على عرقة: محمد بن عبد العزيز الهلالي، ثم ابنه عبد العزيز بن محمد الهلالي. «الدرر السنية في الأجوبة النجدية» (16- 401):).
والأمير عبدالعزيز الهلالي جد سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - (1389هـ) كما في «تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان» (6- 124.
وقد ذكر الشيخ ابن عبيد - رحمه الله - في تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان» (6- 124 . أن محمد بن عبد العزيز الهلالي من أدباء عصره وشعراء زمانه وقد تولى إمارة عرقة بعد والده.
ثم تأمر في عرقة: عبد الله بن حمد الهلالي ثم حسن بن حمد الهلالي وهو آخر أمراء عرقة من أسرة الهلالي.. وقد ذكر فؤاد حمزة أن الهلالات بطن ينتسب إلى المزاريع، من تميم. ويقيم في عرقة بنجد. (قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة ص 133).
ويذكر الأستاذ منصور المدعج أنه وفي عام 1366 للهجرة وقعت حادثة آلمت أهالي عرقة جميعاً فأصابتهم بالحزن بسبب وفاة تسعة من الرجال اختناقاً بسبب رائحة البنزين المنبعثة من ماكينة رفع المياه، حيث نزل إبراهيم العمار وكان يعمل في مزرعة محمد العوله إلى أسفل (القليب) لإصلاح ماكينة رفع الماء في مزرعة العولة المسماة بالطالعية، ولكن مع كثافة الدخان أصابه الإغماء فسقط داخل البئر مما اضطر محمد العولة إلى النزول لإنقاذ إبراهيم فأغمي عليه من شدة الدخان، واستطاع إبراهيم العمار أن يصعد على السلم المصنوع من الحبال والخشب ولما بلغ قمة البئر زلت رجله أو أصابه إعياء فسقط مرة أخرى، وبعد استغاثة أهل محمد العولة بالأهالي وصل الناس فنزل عبدالله بن قاسم إلى البئر ولكنه لم يرجع بسبب كثافة الدخان فتوالى نزول الرجال حتى بلغ من نزل في البئر ومات بفعل الاختناق تسعة رجال سقطوا في قاع البئر وغمرتهم المياه، وكان العدد قابلاً للزيادة لو لا مناشدة عبدالعزيز بن سليمان وهو داخل البئر للرجال بأن (لا يحول أحد)، إضافة إلى أن بعض من الرجال ومنهم سعد البريدي قاموا برد البقية ومنعهم من النزول حتى يذهب الدخان وحتى لا يزداد عدد الموتى، وقد نجا من الموت من استطاع أن يمسك بالسلم قبل أن يفقد الوعي ومنهم عبدالرحمن بن محمد بن سليمان الذي نزل لكن الله أنقذه حيث سقط قرب المكينة وأصابته إغماءة ولكنه استطاع أن يصعد وكاد أن يسقط مرة أخرى لولا أن رجلاً من أهل عرقة أمسكه بشعر رأسه وكان له شعر طويل جداً وعاش حتى توفي في 1429-12-10 هـ رحمه الله، وكذلك عبدالله بن شبيب أغمي عليه من أثر الاختناق داخل البئر وأُنقذ بعد أن زال الدخان حيث وجدوه مغمياً عليه ساقطاً على دوامر الحديد التي تحمل الماكينة. ومما يذكر أن عبدالعزيز بن حسن الهلالي كان في الرياض لشراء البر لأن الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار سوف يأتي إلى عرقة في اليوم التالي لتناول الغداء عند عبدالعزيز لينصبه أيضًا أميرًا على بلدة عرقة بعد وفاة الشيخ حسن بن حمد الهلالي بأمر من الملك عبدالعزيز، وقد التقى بعبدالرحمن الشويعر في الرياض وطلب منه البقاء إلى الغد لكنه رفض -رحمه الله عليه- ورجع من الرياض إلى عرقة ماشيًا على قدميه وعندما وصل إلى عرقة سمع الصراخ عند بئر العولة وذهب للفزعة ووافته المنية في البير.
وقد تم إخراج التسعة وهم أموات -رحمهم الله رحمة واسعة- على يد سعد بن محمد المشعبي والذي كان لا يعلم عن حادثة القليب إلا بعد صلاة العشاء، فقد كان يعمل في مزرعته بالعبيدية وكان أخوه ربما قد سمع الصياح أثناء الحادثة وذهب يستطلع الأمر ولكنه تأخر عن الحضور إلى البيت على غير العادة حتى دخل الليل فقلقت أمه عليه وأرسلت أخاه محمد للبحث عنه فلما دخل محمد عرقة من جهة بوابة الباطن قابل رجالاً من آل حراب فسألهم عن الخبر فأخبروه بما حدث فتوجه إلى مزرعة الطالعية وكان ذلك بعد صلاة العشاء فوجد الناس هناك وعلم أن تسعة من الرجال قد سقطوا في البئر وماتوا ولم يستطع أحد إخراجهم، فنزل البئر وكان قد سبقه في النزول سالم بن ظافر ومحمد بن ناصر وهو من أهل الحريق ويعمل في مزرعة الحقابين ولكنهم لم يفعلوا شيئًا لأن التسعة كانوا في قاع البئر قد ماتوا وغمرتهم المياه والجو بارد فلم يستطيعوا النزول إلى الماء، فخرج سالم بسبب شعوره بالبرد وبقي محمد بن ناصر وسعد المشعبي فنزل سعد إلى قاع البئر وغطس وأخرج الأول ومن ثم وضعه في الزنبيل وتم رفعه بالرشى من قبل جماعة من أهل عرقة كانوا أعلى البئر ثم غطس في الماء وأخرج الثاني وهكذا حتى أخرج بنفسه التسعة كلهم. ومن الجدير بالذكر أن سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- أمير الرياض حينها وبعد علمه بالحادثة أرسل فرقة للدفاع المدني جاءت ومعها الرافعات من مطار الرياض وكلهم أمريكان بعد صلاة العصر وكل ما فعلوه أنهم حاولوا شفط الدخان من البئر بواسطة معدات كهربائية، ومع دخول الظلام قالوا للجماعة سنذهب الآن ونأتي في الصباح لانتشال الجثث ولكن أهل عرقة لم يصبروا حتى الغد بل حاولوا إخراج التسعة حتى استطاع وبفضل الله تمكن سعد المشعبي من إخراجهم لوحده. وبعدها عاشت القرية في تلك الفترة في حزن عم جميع أبناء القرية، وقد صلي عليهم جميعاً في المزرعة نفسها، وتقدم المصلين سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - وكان أميراً للرياض في ذلك الوقت، وقد أمَّ المصلين الشيخ عبدالعزيز الرواف. ومما يُذكر أن الأمير سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - ولي العهد آنذاك أمر بدفع مبلغ 4000 ريال فضة عربي لكل أسرة من أسر المتوفين في البئر وهم تسعة رجال: إبراهيم بن ناصر العمار، و محمد العوله، و إبراهيم بن سعد بن فرج، وعبد الله بن عبدالرحمن بن قاسم، وعبد العزيز بن سعد بن سليمان، وعبدالعزيز بن حسن الهالي ومحمد بن حميد، ورجل من أهل القصيم كان يعمل في مزرعة إبراهيم الزهيري.
وفي هذه الحادثة قال الشاعر محمد بن سعد بن فرج يرثي الموتى:
قليب العوالا عله الله للهدم
كم صبياً راح في تبانها
وقد هدمت البئر من أصحاب المرزعة.
وقال قصيدة أخرى ما زال أهل عرقة يؤدونها في العرضة النجدية:
يا الله المطلوب يا رب العبيد
يا مستجيب سؤال عبده إلى دعاه
البارحة ونيت من فقد العضيد
يا عزتي لي من فرقاه يا عزتاه
ما في الجماعة واحد رايه سديد
رد الهلالي والمطوع عن هواه
بير العوله جعلها صم حديد
وإلا برد يوجع ترابه مع حصاه
سبب على كل الجماعه والعضيد
وان تلعن اللي سار به وشراه
دوك الشوارع ضايقة من الحريم
صاحوا على من طاح في هالقليب
هدب الرواسي ما احترك عسباها
من روعة اللي طايحين في القليب
وبعد وفاة المرشح للإمارة عبدالعزيز بن حسن الهلالي - رحمه الله - في حادثة قليب العولة تم تعيين محمد بن عبد العزيز الرواف من تاريخ 1364 هـ -1431 هـ ثم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز الرواف.
وأهم الأحياء القديمة: حي الظهيرة وحي الصنع وحي الحويقنة وحي القلعة وحي الدباب وحي مشيرفة.
وأما الأحياء الجديدة نسبيًا فهي حي الطويلعة وحي الغيلاني والصبيخة وحي الحميانية وحي السبيل.
وأما علماء عرقة ففي «تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان» (1- 271): ثم دخلت سنة 1298 هـ: وممن توفى فيها من الأعيان الشيخ الإمام العالم الورع ذو العلم والإتقان القاضي محمد بن سلطان -رحمه الله وعفا عنه- كان -رحمه الله- حبرًا نبيلًا، تولى قضاء بلد عرقة للإمام تركي وابنه فيصل، وأخذ العلم عن الشيخ عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأخذ عن غيره من علماء هذه الدعوة حتى أنار الله قلبه بالتوحيد والإيمان والمعرفة، وجد ونافس حتى بلغ درجة المحققين، ولما توفى رثاه الشيخ سليمان بن سحمان بهذه القصيدة.
طار الكرى وفاض الدمع وانسجما
من فادحٍ حادث بالناس قد دهما
وثلمة فرجت في الدين وانثلمت
لا يستطيع أمرؤ سدا لما انثلما
بعالمٍ عام في بحر العلوم فلم
يترك لمنتقدٍ قولًا ولا كلما
وفاضلٍ حمدت في الناس سيرته
بالحلم فاق على أقرانه فسما
قد أقفرت وخلت منه الربوع فيا
للعلم فأبكوا دمًا بل أخضلوا ديما
وابكوه وارثوه أن كنتم ذوو أخرن
وذوا اكتئابٍ على فدحٍ بكم دهما
لله در إمامٍ زاهدٍ ورعٍ
وعالم بنعوت العلم قد وسما
ومن فقيه غدى من فقهه علمًا
ومنهلًا سلسبيلًا مفعمًا حكما
قد زانه الله بالتقوى وسربله
وخصه الله من وحيه فاعتصما»
مستقبل بلدة عرقة:
نظرًا لكون عرقة ملاصقة للدرعية العاصمة الأولى للدولة، وقربها من المنطقة المركزية للرياض فإن الجهات الحكومية تولي عرقة عناية خاصة، فهي أقرب الأرياف مع جارتها الدرعية لمدينة الرياض، وتعيش عرقة تطورًا ملموسًا في تنمية السياحية الريفية والقادم أجمل وأفضل بحول الله وقوته.