مبارك بن عوض الدوسري
رحل عن دنيانا الفانية يوم الثلاثاء 14 /4/ 1444هـ، أحد أبرز أيقونات العمل التطوعي التربوي الكشفي بالمنطقة الشرقية الرائد الكشفي صالح بن عبدالرحمن الحميدي، عن عمر يناهز السبعين عاماً إثر سكتة قلبية، حيث أديت عليه يوم الأربعاء الذي يليه صلاة الجنازة في جامع الفرقان بالدمام، وتمت مواراة جثمانه وسط مشيعين قدموا من مختلف مناطق ومحافظات المملكة في مقبرة الدمام ، حيث اختلطت دموع الفقد بآهات الوجد فمن فقدته الأسرة الكشفية والميدان التربوي والعمل التطوعي رجل تجتمع فيه جل المناقب الحميدة والآراء السديدة والقيم الفريدة.
لقد رحل عن دنيانا الفانية.. أخونا وأستاذنا وأحد القدوات صالح الحميدي.. وترك بغيابه في نفوسنا جرحاً ليس بالساهل أن يندمل.. وغصة في القلب ليس بالسهل أن تُنسى.. ودمعة في العين.. لا يمسحها سوى العزاء والإيمان بقضاء الله وقدره.. وسنة الله في خلقه.. إذ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ.
رحمك الله يا أبا فيصل يا من عشت بيننا في هدوء وغادرت في هدوء.. رحمك الله يا من كنت تُردد «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس»، يامن كنت تحثنا على إدخال السرور على الآخرين والسعي عن كشف الكرب، وقضاء الحوائج، يامن كنت تُردد علينا في كل مناسبة «أمران يرفعان شأن المؤمن: التواضع وقضاء حوائج الناس، وأمران يدفعان البلاء: الصدقة وصلة الرحم.
رحلت عن دنيانا أبا فيصل بعد أن كنت قدوة ومدرسة لنا في العطاء من غير منة، علمتنا الكثير، وتركت فينا أثراً سيجعلك حتى وأنت تغادرنا جسداً حياً وباقياً في قلوبنا وذاكرتنا مابقي فينا ماغرست من قيم، وذكريات ستعيش معنا ماعشنا في تلك الدنيا الفانية.
أسأل الله تعالى أن يتغمدك أبا فيصل بواسع رحمته، وأن يسكنك الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يبدلك داراً خيراً من دارك وأهلاً خيراً من أهلك، كما أسأله أن يجعل البركة والتوفيق والعوض في أبنائك فيصل ومحمد وعبدالرحمن وعبدالله، ونعزي أنفسنا فنقول كما قال نبينا صل الله عليه وسلم: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإن لفراقك لمحزونون، ( إنا لله وإنا إليه راجعون ).