د.حماد الثقفي
على أعتاب ولادة عالم جديد تقف قمة بالي 2022 «مجموعة العشرين G20 « وفرص السلام المرهونة عليها، ووقوعها بين مخاض ولادة جديده لعالم متشتت، وفُرصة للسلام قائمة، تكون ركيزتها بطاولة القمة، ثلاثة أحداث جانبية ههي ركيزة النجاح لها كخطوة أولى في تكوين صورة إيجابية لما يدور في فلك الأحداث التي من المرجح أن تطغى بمخاوفها على الاقتصاد العالمي المتعثر والتوترات الجيوسياسية بالمنطقة خاصة الحرب الروسية الأوكرانية التي عطلت سلاسل الإمدادات وتجارة النفط والغاز الطبيعي والحُبوب، ثُم الأولويات الرسمية للصحة والطاقة المُستدامة والتحول الرقمي، ورأب الصدع النووي عالمياً، وأخيراً، التمدُد الصيني بدول العالم، تاركين اقتصادات مجموعة العشرين الناشئة كالهند والبرازيل وإندونيسيا المضيفة في مرحلة حرجة بين القوى الكبرى، في وقت يتعامل فيه القادة مع صراعات وتوترات جيوسياسية، يواجهون خلالها خطر ترويض التضخم وصولاً لإجهاض كافة محاولات التعافي بعد الجائحة أو التسبب في أزمات مالية منهكة واضطرابات جمة.
لعلها فرصة لعقد علاقات تُنهي تداعيات حرب محسوسة من أبعد مناطق قارتي آسيا وإفريقيا إلى أقرب النطاقات الصناعات الكُبرى، ولعلها تطوى صفحة العداء بين تياريْ الحرب: (روسيا والصين وإيران)، مقابل التيار (الأوكراني ودول أوروبا وأمريكا وحلف الناتو وتايوان)، وفي ذات الوقت تكون فرصة لاستعراض العضلات أو جس النبض بين تحالف الغرب وتحالف الشرق مما قد يخرج لنا وهو البعيد عن المنال هنا علاقات دولية جديدة تحدد معالم العالم الجديد، سواء على المستويين السياسي أو الاقتصادي المتدهور جراء رفع الفائدة وزيادة التضخم، بالإضافة إلى سلبيات التغيرات المناخية.. التي يُناقشها المؤتمر العالمي الناجح بكل المقاييس حول المناخ في شرم الشيخ بمصر (كوب 27)، وحالة الطوارئ المناخية والتي تواجه الآن أزمات في الغذاء والطاقة والتمويل - التي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا والديون، ولكن هل ينجح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الذي أشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن: «أولويته في بالي هي التحدث نيابة عن البلدان في الجنوب العالمي التي تضررت دون غيرها منذ جائحة كوفيد-19».
إذاً قمة بالي ستكون نقطة فاصلة بين مرحلتين وبين تيارين، بعيداً عن صوت الرصاص والتهديد وأزمة التجويع والعقوبات، حتى دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قائلاً: «إنه يتعين على موسكو التوقف عن ممارسة ألعاب الجوع مع العالم».. فهل سيستطيع «بايدن» وحُلفاء الغرب تحديد ماهية كل الخطوط الحمراء مع الجانب الشرقي الصيني والروسي، في ظل توازن العلاقات العربية مع كلا الفريقين؟