تعود العلاقات السعودية الكورية إلى العام 1962م، إلى أن اتخذت شكلها الرسمي دبلوماسياً في العام 1972م إثر افتتاح السفارة الكورية في جدة ثم تطورت بشكل مطرد في العلاقة بين البلدين عقب توقيع الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله - مرسوماً ملكياً في العام 1394هـ 1974م بالموافقة على التعاون الاقتصادي والفني مع حكومة الجمهورية الكورية.

ونظراً للمسار السلمي في العلاقة من ذلك الوقت، فقد تطورت مجالات التعاون إثر تبادل وتعاقب الزيارات الرسمية بين المملكة وكوريا، حيث تم توثيق العلاقة على المستوى الأعلى بأول زيارة رسمية يقوم بها رئيس كوري للمملكة حين ذاك تشي كيوها في الحادي عشر من مايو عام 1980م بلقاء الملك خالد - رحمه الله. أعقبها عدد من الزيارات للرؤساء الكوريين امتدت على مدى الـ 42 عاماً الفائتة.

في حين كانت زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله - في العام 1998 -ولياً للعهد- هي الزيارة الرسمية الأول رفيعة المستوى من المملكة إلى كوريا، أعقبتها زيارة تاريخية من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أمير منطقة الرياض- بتاريخ 25 أبريل 1999هـ أثناء جولة آسيوية رفيعة المستوى كانت كوريا هي المحطة الثانية في الجولة تلبية لدعوة حكومية رسمية استقبله خلالها في القصر الرئاسي فخامة الرئيس الكوري كيم داي جونغ.

ووفقاً لمصادر فقد وصل عدد المقيمين الكوريين العاملين في المملكة خلال السبعينيات وأوائل الثمانينيات 100 ألف عامل وعائلاتهم بسبب دخول الشركات الكورية على نطاق واسع في تلك الفترة. ومن المنتظر أن يعود هذا الاتجاه للتكرار بشكل واسع وفقًا لنهضة واقتصاد البناء المتنامي في المملكة.

رؤية سعودية كورية مشتركة وزيارات تاريخية بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان

في 26 - 27 يونيو 2019م، وبدعوة من رئيس جمهورية كوريا «مون جي إن»، وبرغبة من القائدين، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وفخامة الرئيس «مون جي إن» في تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين، قام صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بزيارة رسمية إلى جمهورية كوريا في 26 - 27 يونيو 2019م، حيث استقبله رئيس وزراء جمهورية كوريا «لي ناك يون» في المطار.

وعقد فخامة الرئيس: «مون جي إن» مع صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مناقشات عميقة حول مستقبل تطوير العلاقات الثنائية، إلى جانب القضايا الإقليمية والدولية،

وتزامناً مع الزيارة الرسمية لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تنشر صحيفة «الجزيرة» لقطات متنوّعة من تبادل الزيارات التاريخية على المستوى الرسمي بين المملكة وكوريا، إضافة إلى وثيقة تاريخية من المركز الوطني السعودي للوثائق والمحفوظات، لمرسوم ملكي وقّعت بيد المغفور له الملك فيصل تعود إلى العام 1349هـ تعزّز التعاون الاقتصادي والفني بين البلدين الصديقين.