محمد العبدالوهاب
في الوقت الذي بدأ فيه العد التنازلي لبطولة كأس العالم، استوقفت بي الذاكرة قليلاً.. وأبحرت بي كثيراً، بأول تأهل سعودي لتلك التظاهرة العالمية، وكيف مرت وعلى ما يقارب الـ29 عاما ضاعت بين الزحام بين إنجازات وبطولات احتفلنا وبأهازيج وبأجمل الألحان.
اليوم.. وللمرة السادسة كأكثر المنتخبات العربية تأهلاً مع منتخبي المغرب وتونس لمحافلها ذات النوع الفاخر حضوراً وتشريفاً، ولسان حال المواطن قبل الرياضي بأن الوصول إلى تلك التظاهرة التي سيتابعها ويشاهدها كل شرائح الشعوب من رجال ساسة واقتصاد وصناعة على اعتبار أنه الحدث الأكبر والأهم من نوعه عالمياً.
بدليل أن قائد (الرؤية) وعرابها، والذي يقف خلف كل منجز رياضي للوطن دعماً كركيزة أساسية، كأن ابن سلمان الأشم سمو ولي العهد الأمين - حفظه الله - يستقبل أبناء الوطن، الذين تشرفوا بالسلام عليه، والاحتفاء بكلمته الضافية الداعمة معنوياً ونفسياً لهم اختصرها سموه الكريم بكلمة فحواها:
«استمتعوا باللعب وأدوا مبارياتكم بدون ضغوط فنحن ندرك مستوى وقوة المنتخبات التي ستواجهونها».
.... بكل الأماني والرغبات بأن يوفق أبطالنا بمهمتهم العالمية بالحضور المشرف.
يلو.. يتكلم عربي
يبدو أن فرق دوري - يلو - انتابها الشعور بأن المسابقة حظيت بالمزيد من لفت أنظار الرياضيين عموماً من حيث المتابعة والحضور خصوصا في الفترة الأخيرة التي شهدت توقف دوري روشن للاستعداد لنهائيات كأس العالم..
فعلى الرغم من أن دوري - يلو - منذ الجولة الأولى من انطلاقته شهد تغطية إعلامية كبيرة وحضوراً جماهيرياً كثيفاً والذي أجزم بأنه غير مسبوق، إلا أن الجولة ما قبل الماضية من المسابقة شهدت زخماً فنياً عالياً وأداءً تنافسياً شيقاً ومثيراً بين فرقه، وحظيت مواجهة الفريق المتصدر حتى الآن الفيصلي بشقيقه العربي صاحب الشخصية النموذجية عبر اهتمامه بمعظم الألعاب والتي تأتي في صدارة (اليد) الطولى منافساً وبطلاً بقيادة لاعبها الدولي السابق (فولاذي) الكف عبدالله الوهيبي - رحمة الله عليه -.
الشاهد في الجولة الماضية أعاد لنا - أحمر عنيزة - جزءاً من ظهوره الفخم بعد غياب طويل بلقاء ومن العيار الثقيل أداءً فنياً ونجومياً ومنقطع النظير، كان ضحيته هذه المرة فيصلي حرمة، وبثلاثية أهلته بكل جدارة باستحقاقه بنقاطها الثلاث أيضاً، كانت كفيلة بإسعاد عشاقه التي احتفت هي الأخرى بتلك العودة الميمونة.
السؤال المطروح هل ستظل فرق دوري يلو بأدائها الفني والمصحوب بالإثارة والندية إلى نهاية المسابقة، والتي ستظل وبكل الأحوال، المعيار الحقيقي لنتاج قوته.
فلاشات كروية
- ستكون نهائيات كأس العالم القادمة أشبه لساحة الوداع لعدد من النجوم العالمية والتي صنفت من قبل المواقع والجماهير (بالأساطير) بدءاً بميسي مروراً برونالدو وليفاندوفسكي، براهيموفيتش، مودريتش، بنزيما على اعتبار بأن عمرهم الرياضي الافتراضي كفيل بأن تكون تلك النسخة الأخيرة لهم بتلك التظاهرة مستقبلاً.
- أكثر من 13 فريقاً تلعب في دوري يلو كان لهم صولات وجولات في دوري الكبار، وهذا يعطينا مؤشراً بأن الفرق الأربعة ترتيباً التي ستتأهل لدوري روشن الموسم القادم لن تحسم إلا بالجولة الأخيرة من المسابقة، بدليل أن الفارق النقطي الحالي يشهد تنافساً مثيراً لدرجة بأن لا يفرق ما بين صاحب المركز الأول والعاشر سوى 8 نقاط، وتبقى على نهاية الأسبوع الأخير من الدوري 23 جولة.
آخر المطاف
هناك مقولة لـ(نيلسون مانديلا)
ظل جيل وراء آخر يرددها عبر المكان والزمان، مضمونها: - أنا لا أخسر اطلاقاً - أما أن أربح أو اتعلم -.
... كم أجدها فرصة سانحة لي ومن باب الثقة بلاعبي منتخبنا، وهم على جناح سفر وبصدد حزم أمتعتهم للمغادرة للدوحة لخوض نهائيات كأس العالم: تذكروها.