واس - الرياض:
صدر عن الديوان الملكي أمس الأول البيان التالي:
«بيان من الديوان الملكي»
تأسياً بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بإقامة صلاة الاستسقاء، فقد دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - إلى إقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء المملكة يوم الخميس الموافق 23 من شهر ربيع الآخر 1444هـ حسب تقويم أم القرى، فعلى الجميع أن يكثروا من التوبة والاستغفار والرجوع إلى الله سبحانه، والإحسان إلى عباده والإكثار من نوافل الطاعات من صدقات وصلوات وأذكار، والتيسير على عباد الله وتفريج كربهم، لعل الله أن يفرج عنا وييسر لنا ما نرجو، وينبغي على كل قادر أن يحرص على أداء الصلاة، عملاً بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإظهاراً للافتقار إلى الله جل وعلا، مع الإلحاح في الدعاء، فإن الله يحب من عباده الإكثار من الدعاء والإلحاح فيه.
نسأل الله جلت قدرته أن يرحم البلاد والعباد، وأن يستجيب دعاء عباده، وأن يجعل ما يُنزله رحمة لهم ومتاعاً إلى حين، إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
من جهته، حث سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ عموم المسلمين بأداء صلاة الاستسقاء التي دعا إلى إقامتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- اليوم الخميس في عموم مناطق المملكة، مؤكداً سماحته أن أداءها من شعائر الإسلام ومن صور الافتقار إلى رب العالمين التي ينبغي أن يستشعرها المؤمن ويحرص عليها. وقال سماحته: إن صلاة الاستسقاء عبادة يتقرب بها المسلمون إلى ربهم، وليعلموا أنهم مفتقرون إلى الله في جميع أحوالهم، فيشرع الخروج لها عند أمر ولي أمر المسلمين بأدائها، وفيها من المنافع الجليلة ومنها التأسي بسنة النبي الكريم، فكان من هديه أنه إذا أجدبت الأرض في زمانه خرج بالناس، واستسقى لهم صباحًا، وخطبهم وذكّرهم، واستغاث الله عز وجل فأغاثه، وكان يستغيث أحيانًا في خطبة الجمعة، فهذه السنة فلا يرغب المسلم عنها كسلًا ، وطاعة لولي الأمر الذي أمر بها، والذي أمرنا ربنا بطاعته، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ الآية. فطاعة ولي الأمر من طاعة الله، قال صلى الله عليه وسلم: (مَن أطَاعَنِي فقَدْ أطَاعَ اللهَ، ومَن عَصَانِي فقَدْ عَصَى اللهَ، ومَن يُطِعِ الأمِيرَ فقَدْ أطَاعَنِي، ومَن يَعْصِ الأمِيرَ فقَدْ عَصَانِي، وإنَّما الإمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِن ورَائِهِ ويُتَّقَى به، فإنْ أمَرَ بتَقْوَى اللهِ وعَدَلَ، فإنَّ له بذلكَ أجْر، وإنْ قالَ بغَيْرِهِ فإنَّ عليه منه) رواه البخاري ، وإظهار الافتقار لرب العالمين وأننا جميعًا فقراء إليه. قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ، وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ، فيخبرنا جل وعلا: أننا محتاجون إليه في جميع الحركات والسكنات، وهو الغني عنا جل وعلا. وأضاف: ينبغي للمؤمنين المسارعة إلى أدائها؛ لأنها شعارٌ من شعائر الإسلام، الرجال والنساء والشباب وغيرهم، ينبغي المبادرة إلى هذه العبادة العظيمة، وألا يُتخلَّف عنها، مع التوبة إلى الله، والاستغفار، والصدقة، وتراحم العباد فيما بينهم؛ لأنَّها من أسباب رحمة الله تعالى، كما في الحديث: (ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء، مَن لا يَرحم لا يُرحم). وبين سماحته أنه يُسَنُّ للمسلمين أن يتصدّقوا قبل الاستسقاء وبعده، ويرحموا الفقراء، ويُحسنوا إليهم؛ لأنَّ هذا من أسباب رحمة الله، ومن ذلك التوبة إلى الله من الذنوب؛ لأنَّ الذنوب من أسباب المنع، والتوبة من أسباب الرزق، فالواجب المبادرة بالتوبة من جميع الذنوب. وسأل سماحة مفتي عام المملكة الله القدير أن يغيث العباد والبلاد وأن يعم برحمته الجميع، وأن يديم على المملكة عزها وتقدمها في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، وأن يصرف عنها وجميع بلاد المسلمين السوء والبلاء.