«قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - نهاية الأسبوع الماضي، بزيارة لمنطقة قصر الحكم بمدينة الرياض، شملت مقر إمارة منطقة الرياض وقصر المصمك». كانت هذه الزيارة الرمزية لسيدي خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - فرصة تاريخية ليسترجع المواطنون والمقيمون على حد سواء العلاقة التاريخية بين الملك سلمان والرياض عاصمة وطننا الغالي وأيقونة الحراك السياسي والاقتصادي في هذه المرحلة التاريخية المهمة، وهنا أجدها فرصة أن أذكر شيئًا من تاريخ مدينتي الرياض وعلاقتها الإدارية الأزلية بالملك سلمان الذي منحها الكثير من اهتمامه الشخصي ومتابعته الإدارية إبان تولية إمارة منطقة الرياض قرابة 50 عامًا.
وإليكم بعض ملامح حضور سلمان بن عبد العزيز عاشق الرياض قلب مملكة الإنسانية النابض بالحب والوفاء والعطاء.
الملك سلمان ومدينة الرياض رحلة عطاء ووفاء، عطاء مدينة ووفاء ملك عاشق لها، لقد كان الملك سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وفياً للرياض القابعة في صحراء العز وكانت هي، أيضاً معطاء به وله ولن أبالغ إذا قلت لقد نجح الملك سلمان بامتياز في جعل «الرياض» مجموعة رياض خضراء نضرة توحي بالحياة، بل لقد جعل منها -بفضل الله- مدينة ممطرة بالخير والنماء لساكنيها والمقيمين فيها وزائريها رغم جفاف الصحراء المحيطة بها.
مَنْ أراد أنْ يعرف عالم سلمان بن عبدالعزيز الشامل والواسع، فعليه أنْ يقلّب صفحات ذاكرة الصحافة المحلية خلال السنوات الماضية ليقرأ شيئاً من ملامح خارطة سلمان بن عبدالعزيز ومدرسته الإدارية، وسيجد مثل «الخبر» التالي النافذة إلى ساحة مهمة في عالم ذلك الأمير الإداري الناجح بشهادة جهابذة الإدارة في بلادي، إليكم عنوان الخبر الذي قرأته يوما ما، وقرأه الكثيرون في صحفنا المحلية إبان تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز إمارة منطقة الرياض:
«الأمير سلمان يستهل عمله بالبت في قضايا المراجعين»،
«يباشر الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض عمله اليوم الثلاثاء بمكتب سموه بقصر الحكم وسوف يستقبل سموه المواطنين بقصر سموه بالمعذر بعد العشاء، سموه سيصل بحفظ الله الليلة عند الساعة الحادية عشرة».
هذه الأخبار كانت تتصدر الصفحات الأولى من صحف العاصمة الرياض لتصنع شيئًا من حضور الملك سلمان الإداري المحبب لكل من يسكن عاصمة البلاد في ظل أميرها المحبوب من كافة شرائح المراجعين للإمارة، ويكفي هذا العنوان ليفتح لك نافذة «المراجعين»، نعم «المراجعين» في حياة الأمير، استقبالهم، والاستماع لهم، وتعامله مع قضاياهم بل وطريقته في الجلوس إليهم وفنه الخاص في استعراض معاملاتهم، ومَنْ لا يعرف ذلك الفن فليرجع إلى ما كتبه معالي الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- عندما تحدث وكتب عن ذلك الفن السلماني الرائع لاستعراض معاملات المواطنين بشكل سريع ودقيق والذي يرتكز على بعض خصائص شخصية الملك سلمان الإدارية، وحقيقة معرفته بنفوس المراجعين سواء من المواطنين أو المقيمين على حد سواء، ودقة تشخيصه للقضية والحزم في اتخاذ القرار الصائب, وهو أعلى درجات خدمة المستفيد والتي كان يمارسها الملك سلمان إبّان توليه إمارة منطقة الرياض بشكل احترافي.
كما أنني لست بحاجة إلى أن أشرح علاقة الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان -رعاه الله- أميرًا لمنطقة الرياض وعلاقته النوعية بالصحافة والصحفيين، فقد عرفتها ولمست شيئاً منها عبر الاستماع لحواراته المفتوحة مع الإعلاميين من خلال بعض الاحتفالات المؤسسية لصحافتنا المحلية، تلك الحوارات التي اختصرت المسافة بين السلطة والصحافة في بلادنا، والكل يعرف قدرة الأمير على القراءة والمتابعة فكيف به ناقداً وفاحصاً في عالم الصحافة!! بل و»معقباً»و»معلقاً» على عدد من مقالات الكتّاب التي تتناول قضايا ومشكلات التنمية في الرياض.
كما أن علاقة سيدي خادم الحرمين الشريفين بالمثقفين وأهل الفكر وحملة القلم في مدينة الرياض إبان تولية إمارة منطقة الرياض وغيرها من مدن ومناطق بلادنا الغالية بل علاقته وتقديره الشخصي لمثقفي الوطن العربي من خلال استقبالهم والاحتفاء بهم في مجلسه بقصر الحكم أو مجلسه الخاص بقصره بالمعذر عبر تلك السنوات التي تجاوزت الصورة النمطية بين الأمير والمثقف لترسم فضاءات جميلة يتميز بها حكام هذه البلاد فهم من نسيجه الاجتماعي، فكم مرة زار مريضهم وواسى مصابهم وشيّع فقيدهم، يشهد بذلك المقربون من سيدي خادم الحرمين الشريفين في المكتب الخاص بقصر الحكم.
إن الصحافة والثقافة ثنائية متلازمة في مدرسة الملك سلمان بن عبدالعزيز الإدارية، فالصحافة مرآته والثقافة مشورته ومنبع آرائه وأفكاره التطويرية لكل الملفات التنموية في إمارة المنطقة خلال السنوات الماضية.
وما زلت أتذكر ذاك المساء الذي ازدان بحضور الملك سلمان لحفل نظمته إحدى مؤسساتنا الصحفية الكبرى في مدينة الرياض، عندما أعلن سموه قراره التاريخي الموفق، بتغيير اسم «حي الياسمين» بمدينة الرياض إلى «حي الصحافة» معللاً ذلك بما يضمه هذا الحي من مقرات عدة لمؤسساتنا الصحفية، مما يؤكد حيوية العلاقة بينه وبين عاصمتنا المتجددة والتي تتربع على عرش قلبه محبة وتقديراً ووفاء.
كما أتذكر أنه في مجلس معالي الوالد الدكتور عبد العزيز الخويطر وزير الدولة -رحمه الله- دار حديث حول الملك سلمان -رعاه الله- وعشقه الكبير لمدينة الرياض عندما كان أميرًا للرياض من خلال استعراض العديد من القرارات التاريخية التي سبق أن اتخذها سموه من أجل الرياض وأهلها. وذكر الحضور منها: اختيار موقع مطار الملك خالد الدولي، دارة الملك عبد العزيز وبناء الحي الدبلوماسي وغيرها من المشاريع المفصلية في جسد الرياض الحسناء، وقد وصف حضور ذلك المجلس نظرة سموه الإدارية بأنها ميمونة وتتسم بالبعد الإستراتيجي والحضاري مما أبدع خارطة طريق مبكرة جدًا للتنمية الشاملة للإنسان والمدينة بمنطقة الرياض الإدارية.
هذه بعض ملامح حضور الملك سلمان بن عبد العزيز -أيده الله- تذكرتها كغيري من سكان مدينة الرياض والتي تجمعنا علاقة روحية بسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من خلال تلك السنوات التي كنا نزور أمير المنطقة في قصر الحكم للسلام عليه وحضور مجلسه العامر برجالات الدولة والمواطنين وذوي الحاجات من مختلف شرائح المجتمع، كنا شهودًا وما زلنا على حضوره اليومي المبكر واستقبال المراجعين وحل مشاكلهم وقضاياهم وحاجاتهم بشكل فريد وغير مسبوق.
أخيرًا
هذه مقاربة تفاعلية مبنية على شيء من «التاريخ» الإداري لسيدي خادم الحرمين الشريفين عبر وقفات تأملية مختصرة لآثار سلمان بن عبدالعزيز عاشق الرياض قلب مملكة الإنسانية النابض بالخير والسلام للعالم.
** **
- مدير مكتب التعليم بالروضة