ليس بجديد أن تحتضن المملكة العربية السعودية، هذا الكم الهائل من الفعاليات والمناسبات، في مختلف مناطقها ومدنها، وليس بغريب أن نشهد هذا الحضور الكبير من المتحدثين الدوليين وأبرز الأسماء التي تمثل مختلف دول العالم، وفي شتى المناسبات والفعاليات، وهم يتواجدون هنا في أرض الطمأنينة والأمن والاستقرار، لكن الجديد واللافت أن يحدث هذا الحراك التقني، هنا في المملكة، فيما تغلب على مختلف دول العالم حالة من الريبة والخوف من المستقبل وقادم الأيام.
في العاصمة الرياض تجمع المئات من النخبة للمشاركة في أعمال النسخة الثانية من المنتدى الدولي للأمن السيبراني التي تنظمه الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، تحت شعار «إعادة التفكير في الترتيبات السيبرانية العالمية» يتخللها تغطية مجموعة واسعة من الموضوعات بهدف دفع عجلة التطور في القطاع، وتعزيز التكاتف والشراكات بين الجهات الحكومية والخاصة حول العالم بمشاركة 120 متحدثاً دولياً رفيع المستوى من أكثر من 100 دولة، لتؤكد الرياض أنها المنصة العالمية الرائدة في فتح آفاق المعرفة حول موضوعات الأمن السيبراني، وأكبر مطور لمجالات حماية الفضاء السيبراني عالمياً.
وفي عاصمة المملكة «الرياض» حطّ العشرات من صناع القرار والرؤساء التنفيذيين، وكبار المسؤولين الحكوميين، وممثلي أبرز الشركات العالمية، والمنظمات غير الحكومية، والأوساط الأكاديمية حول العالم للتأكيد على موقع المملكة الريادي عالمياً في دعم الجهود الدولية؛ وتوحيد المساعي المشتركة، على صعيد بحث القضايا الإستراتيجية ذات الصلة بالفضاء السيبراني، هذا الفضاء الذي يشهد فيه العالم اليوم زيادةً في نسب التهديدات السيبرانية، ومن خلال الأيام التي أقيم فيها هذا للحدث، يتضح للمتابع أن هذه أن المنتدى الدولي للأمن السيبراني كانت الأنجح في تاريخ حماية الفضاء السيبراني، نظراً لما قدم فيه من تسهيلات وتجهيزات قلما تواجدت في أي نسخة سابقة، لاسيما في ظل تسارع توظيف إمكانات التقنية عالمياً في السنوات القليلة الماضية.
لقد أكَّد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض أثناء كلمته في افتتاح المنتدى الدولي للأمن السيبراني، بأن خارطة مرحلة التغيير في مجال الأمن السيبراني بمختلف جوانبه انطلقت بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء عبر مسار الرؤية السعودية 2030، التي جاءت بملفات وأساليب وقرارات بهدف مسايرة الواقع التقني والحفاظ على حياته عبر نشر ثقافة الأمن السيبراني، وأن وطننا يعيش مرحلة الدعم الذهبية التاريخية للأمن السيبراني والثقة بالحصول على منجزات كافية كان منها نيل المملكة المرتبة الثانية دولياً في المؤشر العالمي للأمن السيبراني لعام 2021م ليدل ذلك المنجز على تصور كاف وعميق لمستقبل أقوى.
كان أمير الرياض صريحاً شفافاً وهو يدعو إلى تعزيز وتضافر الجهود الدولية في الأمن السيبراني التي تأتي أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى في ظل التطور المتسارع الذي تتصاعد معه وتيرة التحديات التي يواجهها هذا القطاع الحيوي المهم.
وكانت صراحة وشفافة الأمير تزامنت مع لغة وطنية عالية القوة والهمة بشعار: مصلحة العالم، وهو ما يعني أن الخارطة القادمة دمجت العمل الوطني مع العمل مع جميع الشركاء في العالم؛ لتكوين أساس جديد يصل بالفضاء السيبراني بوجه أفضل وأوثق وآمن وأقوى، وهو ما تستحقه شعوب العالم، لأن به نموهم وازدهارهم ورخاؤهم.
المملكة هي الأمن السيبراني، والأمن السيبراني رُفع منذ سبعة أعوام، معلناً عن وطن أصبح رمزاً للفضاء السيبراني الآمن والموثوق، وبناء أسس التعاون.