كانت تؤدي أحد فروض الصلاة الخمسة في منزلها وحفيدتها الصغيرة تلعب بجانبها فيمر عليها أحد أقاربها ليسألها سؤالاً مفاده ما اسمك يا حلوتي ؟ فترد عليه بقولها : اسمي ليس حلو على اسم جدتي, مما أثار انتباه وحفيظة الجدة وهي تؤدي الصلاة وبمجرد انتهائها أي الجدة من أداء الصلاة اتصلت مباشرة بابنها أبو حفيدتها طالبة منه القدوم وأخذ ابنته مباشرة لتغيير اسمها المختار لها وهو اسم الجدة على وجه السرعة.
تلك هي إحدى القصص التي يتداولها المجتمع السعودي ولا أدري مدى صحَّتها لتبينان أن التسمية على كبار السن بأسماء قديمة كانت تستخدم في زمن سابق, ولن أذكر بعضاً من تلك الأسماء التي كانت متداولة في زمن سابق إلا أنها مع التطور الحديث أصبحت شيئاً من الماضي مراعاة لمشاعر من يحمل مثل تلك الأسماء والتي يطلق عليها ( دقة قديمة ) كما يحلو للبعض أن يطلق على كل شيء قديم.
تناقل الأسماء أصبح سمة متبعة في مجتمعنا السعودي تتناقل من باب البر بالأب أو الأم أي جد أو جدة الابن أو البنت وهو من أبواب البر بإحياء ذلك الاسم.
ولكن ألا يعي الكثيرون أن هذا الموضوع سبّب في بعض الأحيان (بشد الباء الأولى والثانية ) صراعات كثيرة داخل الأسر وتسبب في كثير من الأحيان بالانفصال بين الزوج والزوجة والسبب يكمن أن يقال عنه مسألة عناد بين أم الزوجة والزوجة كل منهما يريد أن يكون الاسم على اسم أبيه أو أمه.
من ناحية أخرى برزت أسماء بدعوى أنها حديثة وتواكب التطور، بل وصل الحال إلى استعمال أسماء غير عربية وكأننا لسنا أهل اللغة العربية لغة القرآن الذي يزخر بأسماء عربية جميلة ولكنه حب الاختلاف والتميز الذي أنحى منحنى آخر بعيداً عن عاداتنا وثقافتنا وكذلك لغتنا العربية وهو الأهم.
ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يخص اأماء الذكور من الأبناء قوله : خير الأسماء ما حمّد ( بشد الميم ) وعبّد ( بشد الباء ). بل وصل الحال بنا للأسف اختيار أسماء لا تمت للغة العربية بصلة مثل وهو اسم أعجمي منتشر في الدول العربية، ويتم إطلاقه على الإناث، ويمكن أن يضاف له حرف الياء «ريماس»، ويعني بريق الألماس، كما أنه اسم لنوع من أنواع الألماس. كذلك اسم ليالنا وهو اسم أعجمي مأخوذ من اسم ليليان، ويعني زهرة (اللي لي)، والتي تتسم بجمالها ورائحتها العطرة. إلى غيره من الأسماء الأعجمية كذلك بالمقابل هنالك أسماء ذكور تنطبق عليها قاعدة الأسماء الأعجمية. رسلان اسم أعجمي معناه أو أصله (أرسلان) أي الأسد.