أحمد الدليان
يعرف مصطلح الإستراتيجية، من المصطلحات القديمة المأخوذ من الكلمة الإغريقية Strato وتعني الجيش أو الحشود العسكرية ومن تلك الكلمة اشتقت اليونانية القديمة مصطلح Strategos وتعني فن قيادة الحروب. وانتقل هذا المصطلح من الفكر العسكري، إلى الفكر الاقتصادي والإداري، فأصبح يطلق عليه «فن القيادة أو الإدارة» وكانت بداية تطبيق مفهوم الإستراتيجية في ميدان الأعمال عام 1951 عندما أشار نيومان إلى أهمية الإستراتيجية في التخطيط للمشروع الاقتصادي.
فالإدارة الإستراتيجية منظومة متكاملة من العمليات التي تهدف إلى تحليل البيئة الداخلية والخارجية للمنظمة، وتقوم بصياغة إستراتيجية مناسبة وتطبيقها وتقييمها في ضوء تحليل أثر المتغيرات المهمة عليها وذلك لضمان تحقيق الأهداف الإستراتيجية للمنظمة للتوسع في أنشطة الأعمال المختلفة.
حيث تقوم الإدارة الإستراتيجية في متابعة وتقييم أداء المنظمة، كنظام متكامل يتكون من بنية متفاعلة مع الأنظمة الوظيفية الفرعية، بالإضافة إلى تحليل أداء الأنظمة الفرعية والمناخ التنظيمي، والثقافة التنظيمية، وما تتضمن هذه المجالات والأنظمة من عناصر قوة وضعف، تقوم الإدارة الإستراتيجية بتجديد مركز المنظمة الإستراتيجية وتقييم الأداء بشكل عام، من خلال تحديد دور كل نظام في خلق قيمة محددة للمنظمة، وكذلك متابعة سلسلة القيمة المضافة ذات الأثر المباشر في إتاحة فرص البقاء أو النمو والتطور في الصناعة، حيث يعتبر التكامل الإستراتيجي شرطاً جوهرياً للكفاءة والفاعلية، وبالتالي يمكن أن نوصف الإدارة الإستراتيجية بأنها عملية إبداعية عقلانية التحليل وهي عملية ديناميكية متواصلة، تسعى إلى تحقيق رسالة المنظمة من خلال إدارة وتوجيه الموارد المتاحة، بكفاءة عالية وفعالة وكذلك القدرة على مواجهة أي تحديات في بيئة الأعمال المتغيرة من أي تهديدات أو مخاطر، لتحقيق مستقبل أفضل انطلاقاً من نقطة الارتكاز الأساسية في الحاضر.
تتجلى أهمية الإدارة الإستراتيجية من خلال تحليل الأزمات والتحديات التي تواجه الإدارة، من تسارع التغير الكمي والنوعي في بيئة الأعمال، حيث يظهر التغير بشكل أوضح في البنية السياسية والاجتماعية والاقتصادية للعالم، وفي تطور التكنولوجيا والبرمجيات المعقدة والتقنيات المتطورة لأجهزة الاتصال، لذلك على صانع الإستراتيجية مواكبة التغير وليس مواجهته لاكتساب المزيد من المعرفة والخبرة في إدارة التغيير بطريقة فعالة تستند على مشاركة واسعة من قبل كل أفراد المنظمة.
وبالتالي نجد أن الإدارة الاستراتيجية تساعد من خلال الرؤية التي تضعها، تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمنظمة، والتي تتطلب لنجاحها دعم وتأييد القيادة، وتوفير المتطلبات المالية والبشرية والتنظيمية والقانونية التي تساهم في توفير بيئة جيدة لنجاحها.