سعد بن عبدالقادر القويعي
ما أصعب الفراق حين تفقدنا الأيام الأحبة برحيلهم من الدنيا؛ ليأتي الموت مصطحباً الحزن معه بألوانه؛ لأن ذكرى من نحب، لم تغادر ثنايا وجداننا، والألم يعتصر قلوبنا.
رحل صباح الخميس عندما رحلت عمتي أم فواز عن دنيانا؛ لتتكئ في مرقدها بهدوء، بعيداً عن صخب الحياة،؛ فاختلطت دموع الفقد بآهات الوجد، وحديث النفس، ومشاعر الحزن، ومقام الرثاء، ولوعة الفقد؛ ولئن رحلت عن دنيانا الفانية، فلأنت العلامة في قلوبنا، والحيَّة في ضمائرنا.
عمتي نهر من فيض المحبة، ودوحة حب جسدت الكرم بالعطاء، وقيّدت النفس بالنقاء، فكانت شجرة ظليلة بسخاء، مكنوزة في طيبة قلبها، وكالنسمة التي لم تترك إلا أثراً طيباً برقتها الهادئة المتواضعة، والمتصالحة مع النفس.
لقد غادرتنا على عجل، رغم وطأة المرض الذي عانت منه، فبكل آيات الرحمة، والمغفرة، وبصلة الرحم، والدم، والطيف الإنساني الممتد، عليك من الله الرحيم أوسع الرحمات، وأشملها، وسكب الله على قبرك رحمة، وطمأنينة، وسكينة، ومد لك من النعيم في قبرك مد بصرك.