إيمان حمود الشمري
عمان بلد خليجي عريق يأبى أن يكون له شبيه، يتفرّد حتى في زيه، فـ (المَصَرْ) الذي يتحول بلفة محكمة على الرأس إلى عمامة، جعلت من السهل تمييزهم عن باقي أهل الخليج.
سياسة الحياد وعدم التدخل في شؤون غيرها جعلت هذا البلد وشعبه مسالمين، فهي تفضِّل العزلة السياسيَّة أكثر، لذا كان قدرهم أن يتميزوا.
تشرّفنا أن نكون ضيوفاً على سعادة السفير ناصر بن محمد البوسعيدي سفير سلطنة عمان في الصين، الذي استقبلنا بالكثير من الحفاوة والترحيب، شخص لطيف لا تفارقه الابتسامة، حديثه بسيط وعميق في الوقت ذاته، يتحدث اللغة الصينية بطلاقة، على قدر عال من الثقافة، عفوي ومن الطراز التلقائي الذي لا يشبه إلا نفسه، ترحيبه يجعلك تشعر أنك تزور سفارتك وليس سفارة دولة شقيقة.
في الثامن عشر من شهر نوفمبر من كل عام تحتفل عمان باليوم الوطني، حيث وافق هذا العام الذكرى 52 للسلطنة، ويتنوَّع احتفالها بين المسيرات الشعبية والألعاب النارية، وسباقات الهجن، كما شمل عرضاً عسكرياً في (ظفار) بمشاركة قوات الحرس السلطاني العماني وقوات الفرق وقوات السلطان الخاصة على إيقاع الموسيقى العسكرية.
مسيرة التطور والتنمية التي تعيشها السلطنة في ظل قيادتها الرشيدة، جعلتها في مصاف الدول التي تعني بالاستثمارات الأجنبية، وتسجّل قفزات ارتفاع عالية، كما تولي اهتماماً بتشغيل محطات معالجة النفط الخام، ويعد مشروع (الدقم) أكبر مشروع عماني اقتصادي يهدف إلى عدم اعتمادها على النفط ويُنعش اقتصادها.
كما برزت سلطنة عمان باهتمامها بالجانب التعليمي، حيث أنشأ السلطان قابوس -رحمه الله - كراسي علمية، في عدد من الجامعات والمعاهد البحثية حول العالم حملت اسمه، ومن بين هذه الجامعات، جامعة بكين في عام 2007 من أجل التعرّف على الثقافة العربية، والعمانية على وجه التحديد.
تلك البلد التي تتنوَّع تضاريسها وطبيعته وطقسها مما يجعلها بلداً سياحياً بامتياز، تستقبل السياح من كل أنحاء العالم ومجموعات هواة التسلّق والمغامرة، للاستمتاع بالتنوّع الجغرافي فيها.
كان من دواعي الشرف لي أن أتقاسم الفرحة مع الإخوة الأشقاء العمانيين في مقر السفارة العمانية في بكين، وأن أحتسى معهم القهوة العمانية السوداء بفنجان يحمل علامة سيفين متقاطعين يتوسطهما خنجر، لوهلة ذكرني بشعار الوطن، سيفين ونخلة.. فكم نحن نتشابه ونختلف في آن واحد.
ودّعنا سعادة السفير حتى الباب هو وطاقم عمله، غادرنا ونحن نحمل مزيجاً من الذكريات والود والألفة لهذا البلد المسالم وهذا الشعب الذي يشهد له بالطيب كل من زاره وعاش على أرضه.