د.مساعد بن سعيد
(1)
الرياضة لغة عالمية تساهم في تحقيق السلام وتقرّب الثقافات، لقد فعلت الرياضة ماعجزت عنه مؤتمرات السلام واجتماعات السياسة.
الرياضة رسالة إيجابية للعالم، رسالة سامية هادفة دولية تصل مباشرة لكل أفراد العالم بدون استئذان وبدون تعقيدات، وتظهر للعالم ما وصلنا إليه كعرب من تطور، ومواكبة التغيرات.
الرياضة قوة عالمية ناعمة تعزز قيم المحبة والتسامح وأفضل وسيلة لتقارب الشعوب وتنمية ثقافة الحوار والتواصل والتعرف على الآخر، وتقديم حضارتنا وتراثنا وقيمنا، والواقع يشهد بذلك فهاهي قطر تستضيف العالم في المونديال العالمي، وكل العرب قادة وشعوبًا تدعم وتفخر بما شهده العالم في حفل افتتاح كأس العالم 2022 في قطر وبحضور عدد كبير من القادة يأتي في مقدمتهم الملهم محمد بن سلمان الذي جاء حضوره الزاهي كالمطر المنهمر شغفًا ودعمًا حيث وجه جميع الوزارات والهيئات والجهات الحكومية بتقديم أي دعم إضافي أو تسهيلات تحتاج إليها الجهات النظيرة في دولة قطر لمساندة جهودها في استضافة بطولة كأس العالم.
( 2)
كما اختصر الشيخ تميم في كلمته الافتتاحية للمونديال العالمي كل ذلك حين قال : (من بلاد العرب أرحب بالجميع في بطولة كأس العالم 2022سوف يجتمع الناس على مختلف أجناسهم وجنسياتهم وعقائدهم وتوجهاتهم هنا في قطر وحول الشاشات في جميع القارات ما أجمل أن يضع الناس ما يفرقهم جانبًا لكي يحتفوا بتنوعهم وما يجمعهم في الوقت ذاته لتكن أيامًا ملهمة بالخير والأمل...) وبالفعل فإن استضافة قطر لهذا الحدث العالمي الكبير كأول دولة عربية وكأول دولة في الشرق الأوسط تستضيف بطولة كأس العالم وهي البطولة الأكبر والأشهر في كرة القدم ومحط أنظار العالم أجمع لهو إنجاز قطري، وفخر عربي، ومحطة تاريخية لكل العرب.
في دوحة الجميع شهد العالم الإبداع والإمتاع حيث الملاعب بأحدث التصاميم بما فيها التكييف ومنها ما يبرز التراث العربي، وفي أكبر محفل دولي يبدأ الافتتاح بآيات كريمة من القرآن الكريم، كما يعد هذا المونديال أعلى وأغلى المونديالات تكلفةً في تاريخ كأس العالم بميزانية بلغت 220 مليار دولار.
( 3)
داخل المستطيل الأخضر نجد أن المنتخبات العربية وطوال تاريخ كأس العالم قد شاركت تسعة منتخبات: حيث تواجد الأخضر السعودي ومنتخب المغرب ومنتخب تونس ست مرات بالمونديال، ومنتخب الجزائر أربع مرات، ومنتخب مصر ثلاث مرات، ومشاركة وحيدة لكل من : منتخب الكويت، والعراق، والإمارات، وقطر.
فيما يمثل العرب في هذا المونديال أربعة منتخبات : الأخضر السعودي والمغرب وتونس وقطر.
هذه المرة لا نريدها مشاركة خجولة كسابقاتها مررنا بالتجارب وخوض غمار بطولات عالمية ومباريات دولية لذلك على اللاعبين العرب أن يسعوا لتطوير مهاراتهم ومواكبة النجوم العالميين فكرة القدم مهارة وتطوير.
نعود لمنتخبنا الأخضر الذي يقع في مجموعة صعبة تضم منتخبات ( الأرجنتين والمكسيك وبولندا) صقورنا أعدوا العدة وسلاحهم همة وقمة تتمثل في كلمات التشجيع التي وجدوها في لقاء ولي العهد بكلمات القائد المؤثر حيث أزال عنهم تلك الصعوبة والرهبة بقوله: استمتعوا بهذه المباريات وبدون ضغوط يمكن أن تؤثر على الأداء الطبيعي، مجموعتكم صعبة ولا نطالبكم بتحقيق نتائج كبيرة لكن الدعوات معكم والجميع يتابعكم..) تلك الكلمات الإيجابية المحفزة والمريحة في الوقت ذاته تجعل من نجوم الأخضر في استقرار نفسي ومسؤولية كبيرة، وبروح وطنية عالية وتقديم نتائج فاعلة تليق باسم المملكة.