مها محمد الشريف
في عام 1930، أُقيمت أول بطولة عالمية لكرة القدم تحت مُسمى كأس العالم تمت الاستضافة في الأوروغواي في الفترة من 13 - 30 يوليو، وقد اُختيرت للاستضافة من قِبل الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، لعل صاحب فكرة كأس العالم لكرة القدم الفرنسي جول ريميه مخترع الفكرة ومبتكرها لم يكن يخطر بباله أن الفكرة ستتحول إلى تظاهرة عالمية تتنافس الدول على استضافتها نظراً لأهميتها، ولما تحمله من فوائد كبيرة في تسويق الدول المستضيفة لثقافتها وسياحتها وتعريف العالم بها أكثر، ففي فترة البطولة تتجه أنظار أكثر من ثلاثة مليارات إنسان لموقع الحدث ومتابعة المباريات.
وتشتعل مواقع التواصل بالتوقعات للنتائج ومن سيحمل الكأس الذهبية التي تزن قرابة ستة كيلوغرامات من الذهب، ففي يوم الأحد 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، انطلقت مباريات نهائيات كأس العالم 2022 التي تستضيفها قطر حتى 18 ديسمبر (كانون الأول)، تضمن حفل الافتتاح 7 عروض تجمع بين التقاليد العربية والثقافة العالمية ضمن دائرة العرض في أبهى صوره، فكان افتتاح كأس العالم تحت شعار «لقاء للبشرية».
بالإضافة إلى ذلك، كان الحضور في الافتتاح يعيش لحظات سمو ورفعة لجمال المحتوى الأساسي والجوهري، في مونديال قطر تشكلت المعالم الجغرافية والثقافية كعناصر أساسية لكل وصف الشرق الأوسط، وبالتالي أصبحت الوضعية والواقعية ضرورة جوهرية قصوى عندما نتحدث عن الشرق الأوسط، فكأس العالم لكرة القدم هي أهم مسابقة تقام تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم، وتقام البطولة كل أربع سنوات منذ عام 1930.
فكأس العالم تظاهرة رياضية تلتقي فيها الشعوب من جميع أنحاء المعمورة، ويعتبر فرصة لتعريف العالم بالثقافات والتطور للهوية والحضارة العربية، وما وصلت له دول المنطقة من تطور كبير، وصور مباشرة مفعمة بروعة التعبير بفضل الجهود المتقنة والاستعدادات الضخمة من دولة قطر المستضيفة بداية من إنشاء ملاعب جديدة، إلى ترتيبات رائعة لهذا المحفل العالمي، حيث جسدت التكنولوجيا الجديدة جزءاً كبيراً من التطور والإنجازات الضخمة التي تضفي على الأفكار روحاً تتكلم وحياة تنطق.
ولعلنا نذكّر بهذا الصدد الجهود العظيمة من دولة قطر التي يجب الإشادة بها فكانت ببراعة كبيرة تنافس بها كل دول العالم في تنظيم هذا العرس الكروي العالمي الذي حضره الكثير من رؤساء وأمراء وشخصيات عالمية مشهورة.
كأس العالم لم يعد مشروعاً ترفيهياً بل اقتصادي وثقافي وفي أحيان سياسي يهدف إلى إيصال أفكار ومعلومات عن الدولة المضيفة ويتم خلالها تسويق ثقافي ومعلوماتي ضخم وتعتبر من القوة الناعمة المهمة كونها اللعبة الشعبية الأولى بالعالم وكما يسمونها أفيون الشعوب حين ينسى العالم كل همومه ومشاكله ويتفرغ لمتابعة المباريات وتحديات الجماهير وتعصبهم لفرقهم وما ينشرونه من فرح على الساحة الرياضية.