علي الصحن
لم يكن مساء الثلاثاء مساءً عادياً في تاريخ الرياضة السعودية، ولم يكن الثلاثاء يوماً عابراً على الصعيد الرياضي، كان يوماً مختلفاً متفرداً مميزاً، كُتِبَ فيه التاريخ من جديد، وسطرت في ظهيرته واحدة من ملامح كرة القدم، وأكد في تسعين دقيقة منه كيف يستطيع أبناء المملكة العربية السعودية كتابة الأحداث بطريقتهم الخاص وأسلوبهم الملهم وإبداعهم المنقطع النظير.
نجوم الكرة السعودية وصفوة لاعبيها يحضرون إلى سبيل تزفهم دعوات أمة ووقفة قيادة ودعم منقطع النظير على الأصعدة كافة، وينتظرهم مدرج متعطش لمشاهدة الصقور الخضر في ظهورهم المونديالي السادس، وأمامهم التانجو الأرجنتيني بقيادة ليونيل ميسي، ومن هو ميسي في عالم كرة القدم.
كان هناك أمل بظهور جيد، لكن الواقع يقول إن الجميع لم يكن ليضغط على اللاعبين ويطالبهم بالفوز على أحد أهم المرشحين للفوز بكأس العالم، لكن نجوم المنتخب ومدربهم جعلوا كل التوقعات خلفهم وجعلوا النقاط الثلاث هدفهم، ولم يكن هدف الأرجنتين المبكر ليحبطهم، فقد جاروا المنافس وكانوا الأفضل في بعض فترات الشوط الأول، أما الشوط الثاني فقد صبغ باللون الأخضر بالطول والعرض.
شكراً لنجوم الأخضر فقد صنعوا الفرح بطريقة رائعة، وشكراً للمدرب الكبير هيرفي رينارد، الذي أستعيد هنا ما كتبته في أكتوبر 2021: «عندما يقول لك أحدهم إن دور المدرب مع الفريق دور ثانوي، ويقلل من قيمة المدرب وما يقوم به، أو يجعل المدربين على خط سواء لا تمايز بينهم، يمكن الرد عليه ببساطة: انظر إلى ما يفعله المدرب الفرنسي هيرفي رينارد مع المنتخب السعودي، ما يحققه رينارد مع الأخضر شيء لافت ومثير بكل تأكيد، حيث استطاع الرجل بخبراته وبالإمكانات المتاحة له، تحقيق نجاحات مميزة ربما لم يتوقعها أحد، كما أن المدرب الذي لا يعتمد على أسماء معينة في قائمته، استطاع خلق توليفة رائعة من لاعبين لم يحصل بعضهم على الفرصة حتى مع فريقه المحلي، وهذا أمر يثير الإعجاب بكل تأكيد»، واليوم يؤكد المدرب الفرنسي نجاحاته وقدراته، وأن الرجل الذي اختاره للأخضر، ذو نظرة ثاقبة وعين بصيرة بكرة القدم، وبما يحتاج إليه المنتخب بالفعل، ووفق الظروف والمعطيات المحيطة به.
دعواتنا بالتوفيق للأخضر بالتوفيق ومواصلة نجاحاته في المرحلة المقبلة في المونديال.
* * * * *
هل بقي شيء لم يحققه سالم الدوسري، وهل يوجد لاعب حقق ما حققه سالم؟
حقق كل البطولات المحلية والقارية، وشارك، وسجل في كل المسابقات العالمية (المونديال- الأولمبياد- مونديال الأندية)، وسجل في بطولة العالم للشباب، وفي نهائي القارة الآسيوية للأندية.
سالم أسطورة حقيقية في عالم كرة القدم.