محمد الخيبري

في السابق كان تنظيم بطولة كأس العالم «حلماً» حقيقياً يراود أي دولة في العالم ترغب في استضافة هذا الحدث العالمي الذي يولد كل أربع سنوات..

مونديال كأس العالم وعبر التاريخ كان حكراً على دول قارة أوروبا والأمريكيتين حتى تجرأت دول آسيا وإفريقيا ونجحت في الفوز في فرصة تنظيم هذا المحفل العالمي ..

«مونديال قطر» الحلم الذي استمر قرابة اثني عشر عاماً أصبح واقعاً فعلياً وحقيقة ملموسة محسوسة انعكس توهجها عربياً وإسلامياً وآسيوياً وعالمياً..

أعتقد أن هذا المونديال سيتفوق على ما سبقه من بطولات ومحافل لعدة اعتبارات أهمها الطابع الثقافي العربي الأصيل والذي مزج مع بقية ثقافات العالم..

وعلى الرغم من أن دولة «قطر» الشقيقة بدأت بالتخطيط لاستضافة بطولة كأس العالم منذ عقد من الزمن وأكثر إلا أنها وجدت الدعم الخليجي والعربي للفوز بفرصة الاستضافة حتى تحقق ذلك على أرض الواقع..

هذا الدعم اللوجستي استمر حتى بعد لحظات من إعلان انطلاق مونديال كأس العالم 2022 في قطر..

رأينا الوفود العربية والإسلامية والعالمية على مستويات رفيعة تحضر بكل سعادة وطموح ومعنويات مرتفعة..

والأجمل من ذلك أن تشارك بعض الدول العربية في حفل الافتتاح دون مشاركة منتخباتها بالمونديال لعدم تأهلهم له..

في بداية منافسات نهائيات كأس العالم 2022 حضرت الثقافة اليابانية في تنظيف مدرجات الملعب بعد نهاية المباراة وحضرت الثقافة المكسيكية في التشجيع المميز وحضرت الثقافة الإنجليزية في الدعم الجماهيري القوي..

وحضرت الروح الجماهيرية والأخلاق الرياضية بين الجماهير وحضر الطفل وحضرت المرأة بفاعلية نموذجية..

وتتواصل المفاجآت في هذا المونديال في تحقيق «منتخبنا الوطني» الفوز الأول تاريخياً على منتخب الأرجنتين العريق في مباراة استحوذت على الاهتمام العالمي وتعادل المنتخب التونسي مع نظيره الدنماركي..

وفي خارج إطار ملاعب كرة القدم قدمت دولة قطر دروساً حقيقية في التعامل مع الجماهير إعلامياً وسياحياً وقدمت أيضاً دروساً في إدارة تلك الحشود بكل جدارة وبأقل التكاليف..

رصد ردود الأفعال والانطباع من تلك الحشود والجماهير في الشارع وبجوار الملاعب يصنف ضمن فنون التنظيمات..

أيضاً قدمت لنا «قطر» (إستادات) على أعلى الطرازات العالمية الممزوجة بالأصالة العربية وفن المعمار العربي والإسلامي والعالمي مما يؤكد أفضلية هذه التظاهرة الرياضية..

وستتواصل الامتيازات والمفاجآت والحقائق لمحفل «قطر» العالمي والذي سيتوّج هذا الكرنفال كأفضل تظاهرة عالمية على الإطلاق..