أ.د.عثمان بن صالح العامر
أشرت في مقال الثلاثاء إلى التغيير الثقافي والحضاري الذي أحدثه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين في ذهنية الشباب السعودي، فقد بعث فيهم الهمم، وأحيا لديهم العزائم، راهن العالم بالشعب السعودي عامة، خاصة منهم شباب وفتيات الوطن الغض الواعد، جعل مساحة التفاؤل ما بين المشرق والمغرب، ومستوى الطموح في جميع المجالات لا حد له إلا عنان السماء. ومن هذه المجالات (المجال الرياضي) حيث كان منه رعاه الله الدعم والمساندة، التحفيز والتيسير، المتابعة والمحاسبة، التشريف والحضور، وأثمر هذا كله التطور السريع في الرياضة السعودية عموما وكرة القدم على وجه الخصوص، والذي توج هذا أجمع بالفوز التاريخي لمنتخبنا السعودي على منتخب الأرجنتين المرشح الأقوى للفوز بكأس العالم 2022 في دولة قطر، وجزماً سيظل هذا اليوم الثلاثاء 22/ 11/ 2022م محفوراً في ذاكرة التاريخ، راسخاً في ذهنية الجيل، عالقاً في قلوب الأرجنتينيين بلا استثناء، لاعبين ومواطنين وعاشقاً لهذا المنتخب الصعب.
إن أي منجز يسجل في روزنامة الوطن السنوية سياسياً كان أو اقتصادياً أو علمياً أو أمنياً أو فكرياً أو تقنياً أو إعلامياً أو سياحياً أو فنياً أو رياضياً هو في النهاية نتيجة وثمرة في ذات الوقت، نتيجة للتطور والنهوض الشامل الذي نعيشه وننعم به في أرض الأمن والأمان السلامة والإسلام المملكة العربية السعودية، وثمرة للتناغم الذي نحياه قيادة وشعبا، صغيراً وكبيراً، شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً.
لقد كنا بالأمس حديث العالم علمياً لتفوق طلابنا في المنتديات الدولية، ومن بعد تقنياً، ثم اقتصادياً وسياسياً بعد أزمة الطاقة العالمية، واليوم نحن حديث العالم رياضياً وهذا لم يأت ما سبق أعلاه من فراغ، وليس بمعزل عن المنجز الحضاري الشامل الذي تحقق وما زال في ربوع وطننا المعطاء ليسمع العالم أجمع.
إنني والفرح يغمرني، والسعادة تلفني، والبشر يغشاني، وسرور الوطن يلتحفني، أتشرف في هذه المناسبة السعيدة أن أرفع لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين أسمى آيات التبريكات والتهاني بهذه المناسبة الرياضية ذات الصبغة الوطنية والبعد الحضاري الذي يبرهن على منجز شبابي جديد يضاف إلى منجزات الوطن، رسمت معالمه وحددت مضامينه وخططت لتحققه بعد توفيق الله وعونه رؤية المملكة 2030 التي جعلت جودة الحياة هدفا رئيسا من أهدافها الرائعة والمتميزة، ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.