شروق سعد العبدان
ينبتنا الله من أراض متفرِّقة تحت سماء واحدة
تهطل علينا ماء متشابه ألوانه مختلف في بركته..
وأنا عندما وُجدت كان من دواعي قلبي أن يكون لذاتي صنوان يشبهني هطلَ عليه ماء سمائي
وداعب شعرهُ هواء ليلي..
وكان جذره جذراً وطنياً..
لا يتخلص المرء من ذاته وقتما أراد دائماً كان تخلصه مشروطاً بشيء ينقذه غير نفسه..
شيءٍ كالمعجزة ينتشلهُ من داخل الشيء انتشالا.
بأشياء توافقه يعني بأن توافق ما يحب وما يطمح وما ينوي..!
أيام صخرية مرت على صدورنا مرور الحُطام.
جعلتنا في خراب دائم لا يطيب ولا يرمم..
قد نفقد كل أسلحتنا في معركة واحدة لكننا نعود منتصرين..
لكن المعارك لا يعود أصحابها كاملين حتى ولو انتصروا..!
قد يعود المحاربُ حياً لكنه ليس كاملاً ولا متزناً.
فهو يفقدُ نصف طمأنينته ونصف إنسانيته وكل جهده..
لهذا لا نعود بعد المعارك كما ذهبنا..
نحتاج إلى وقت حتى تُبنى الكسور في داخلنا.
وأنا طالما احتجتك.. وان كُنت صاحب البندقية..
فلا شيء سيدفع ثمن إصلاحي سواك.
لقد خرجتُ من جذعك ملازمة لك..
أحب ما تحب وأفعل ما تريد.
وأعلم بأن كل هذا ثمن وجودك وبقائي..
أنا بخير وهذا ليس كذباً حتى وإن شعرت بأن داخلي
نوبات بكاء لا تتوقف وآنين جرح لا يندمل
وكلام كثير لم تسعفني مهارة الحديث على قوله..
أنا بخير حتى وإن اتضح غير ذلك.
فأنا متصالحة مع أن الخير مرتبط كون الإنسان يستطيع أن يقول ما به.
حتى يصل إلى نقطة الصمت عن نفسه.
شامتي التي نمت في جوف كفي من لمسة كفك.
صوتي الذي يختنق بغيابك ويتضح بقربك.
بكائي الطويل وهروبي الدائم وكل ما يحدث لأجلك.
صنوان.. يتفق مع ما أنا عليه وعلى ما أنا به.
ضجيج الكتابة وصخب المعرفة وحديث الشعور.
حبُ الصباح وأغاني الغيم وأناقة الحضور.
أشباهك الأربعين وأخوتك ومرآتك وجميع ظلك
لا يكررونك في عيني ولا يلفتون انتباهي ولا أرى أنه من الممكن وجود شيء منك في آخر..
كان طريقاً طويلاً وصولي إليك على أن الوجود قريب والسماء واحدة..
على أن الهواء الذي مرّ على عطري ألقى السلام على عطرك.. إلا إنه كان طريقاً طويلاً.
حتى يكون «صنوان» ذاتي بكل هذا القرب الجميل..!