عبده الأسمري
يأتي «الشعر» في رداء أدبي أنيق فيرتدي «الزمن» أناقة «البوح»، فتمطر الكلمات بصيب «ماتع» من النصوص على أرضية» الخواطر» فتنبت «الغصون» الإبداعية في «فصول» الشعور، فيتحول المشهد إلى دهرين من «الفرح» أحدهما للثبات والآخر للتحول.
يجيد الشعر «جبر» خواطر المهمشين و»رصد» آلام الحائرين مشكلاً وصفة «الدواء» الذي تنعش الأنفس الحائرة بجرعات «الأمل» ليكون «البلسم» الخفي الذي يشفي «مواجع» الحيرة و»المبسم» الجلي الذي يظهر «منافع» السريرة.
ظل الشعر عبر «الأزمنة» وخلال «الأمكنة» الخطاب «الشافي» و»الجواب» الوافي الذي كان صوت «البسطاء» وصدى «الفضلاء» وفصل الاعتزاز في بلاط «السلاطين» وأصل العزة في علو «المضامين» ليبقى «الوجه المبهج» للأدب المعتمد على «الاختصار» والمتعامد على «الانتصار».
تتجلى «القصة» بأنواعها ذات «المسافات» اللغوية و»الاستيفاءات» الفكرية ما بيت قصيرة وقصيرة جداً وقصيرة جداً جداً حتى تشابه مضمون بعضها مع العنوان في اختصارها الدقيق الذي لا يخل بهدفها ولا ينقص من أطرافها، فتتباهى برصد واقعة أو وصف لقطة أو توصيف فكرة أو إظهار معاناة أو إيضاح ظاهرة وتتواءم فيها التجربة مع الموهبة في استيفاء مبهر مقيم في الحدث وقائم على الفكر مختصراً لكل «التراتيل» الحكائية و»التفاصيل» الحياتية بحبكة «القاص» وحنكة» الأديب».
تخوض القصة غمار «التجارب» وتسبر أغوار «المشارب» في إنتاج يحاكي «الإنسان» بصفته الآدمية وصبغته البشرية، ثم تسليط «الضوء» على مسلكه النابع من سلوكه لتخاطب الطفل والمراهق والشاب والراشد والشيخ والرجل والمرأة والفقير والغني كلاً وفق «توليفة» قصصية ارتدت جلبابًا مفصلاً على «مقاس» العمر ومجهزًا وفق «مقياس» العبر لتكون نبعاً للارتواء «الذهني» ومنبعاً للاحتواء «الفكري».
عندما نصف «الرواية» فإننا أمام «إنتاج «مختلف ذي «وقع» خاص و»توقيع» مختص يراقب ومظة «الزمن» ويرتقب عدسة «الفكر» وتظل بوصلتها مقترنة بمحيط «البشر» وبتجليات مشاهد واضحة أو شواهد تقتضي التحقق أو خفايا تستوجب التحقيق، لذا ظلت «الفن» الأدبي الأكثر تفاعلاً مع «دوائر» العيش والأعلى اندماجاً مع «مدارات» التعايش.
«الرواية» فن أدبي أصيل يمسك بزمام «فصوله» الماهرين الذين يرغبون أن يقودوا الرحلة «الروائية» باتجاه «المنصات» عابرين «مسارات» التقييم الموضوعي بجودة «السرد» وأجادة «المعنى» وصولاً إلى «صناعة» تجربة إثرائية تصنع «الفرق» وتوظف «الفارق».
تتجول «الخاطرة» في ثنايا «الأوراق» ووسط خفايا «الأذواق»، وتحتل منطقة من «الهيمنة» الشعورية المرتبطة بالتفريغ المكتوب عن الشحن المكبوت في النفس وأيضًا التنفيس بالتعبير لما في الروح من «مواقف» و»خبرات» و»تجارب» وكذلك نقل ما تكتظ به اتجاهات الحياة من مصاعب الناس ومتاعب البشر وعقبات «الظروف وعواقب «النتائج» لتتشكل في هيئة «كتابات» تخرج من عمق «العفوية» وتجول في أفق «الوسيلة» وتستقر أمام صرح «الغاية».
يأتي «النقد» في مسارات مختلفة تتداخل وسطها «مدارك» المهمة و»مسالك» الهمة وقد تصل إلى معارك «المهنة» وتحل الاختلافات ما بين حرفية «الناقد» وذاتية «المؤلف» وسط تباينات ما بين قبول متوقع ورفض واقع الأمر الذي يستدعي أحيانًا تحول النقاد إلى فريق عمل بعيداً عن الاجتهادات الشخصية التي قد تنجح تحت «مظلة» الموضوعية وتسقط في «ظلال» الأنانية.
يبقى «النقد» المفتش الإجباري الذي ينقب في «خزائن» الأدب بحثاً عن ثناء «واجب» أو «خلل» خفي، ويظل انعكاس الرؤى «النقدية» ما بين موطن «إعجاب» و»مثار» جدل ليبقى وراءه الكثير من «الدراسات» التي تتوالد من أصل الإنتاج.
الفنون الأدبية ..»منابع» باذخة ترسم للإنسانية «خرائط» من الاندماج بين الفكر والأدب وتوأمة بين الأحساس والمعني وتشكيل من الأنين واليقين لتتجلى «صور» الدهشة الحسية وتعلو «أصداء» المتعة الذهنية في ترابط بين الإنسان والمكان وارتباط بين الروح والبوح ..وانسجام يصنع الإلهام في متون «الأهداف» وشؤون «النتائج».