كان يا ما كان في سالف الباحة والريحان، قصة حسن والأدب في القِسَمَة توأمان، كانت «صميعة» تنتظر شاعرها تغازله بحسنها، تفرد شَعْرها في مهب الرياح لا الريح، وذاك الفتى يتمنّع في بداية الأمر، حتى شبّ عن الطوف، دعته فاستجاب عشقا، وانهال على صميعة كتابة فأفرد جناح الشِعْر لها، يحوم هائما كالصقر كلما اقترب زاد الشوق، وإن ابتعد انهمر دمع الحرف ساكباً أجمل القصيدة فأحبها وأحبته.
استمرّ الحال والعشق أن ينفك بينهما ذاك محال، حتى وجد شريكة عمره، فقاسمته العشق العجيب أنها لم تغار من «صميعة» بل كانت في منافسة شريفة بينها وبين زوجها حسن، فالكل يطلب ودّه، ومن بستان حرفه وورده، لكنها بنت خاله، فأعطاها في كل عيد زواج لهما معلقة العشق الأزلي والأبدي، وهي تبادله الحب وأكثر.
حتى قاده القدر أن يكون البحتري خاصاً بالباحة فأسموه بحتري الباحة، ووقع بين داهيتين رحم الله من مات منهما ويحفظ من بقي، شيخنا المليص والمختلف بشيه، فأصبح معهما القاسم المشترك والرقم الصعب ومنذ تلك اللحظة ملك القلوب بحسن خلقه، وتعامله الفاضل، كان بين قامتين مليص الأدب وبشية الثقافة حتى تسنّم نادي الباحة الأدبي، فبرز وأبرز وطبع وتميّز هو وناديه، وأصبحت الباحة المثقفة عنواناً لكل إبداع، هنا قرر أن يعتزل شِعْر المناسبات وكان ما صار يا كرام!
أصبحت الباحة في كل سنة تحت إدارة الحسن والثلّة الذين معه قِبْلة المثقفين، ومهوى أفئدة الأدباء ومقصد أرباب الفكر، فنقل البحتري الباحة والنادي إلى خارج الوطن مشبعاً نهم الجميع بمهرجانات لم يسبق أي ناد أن فعلها، فخصص في كل سنة مهرجاناً للرواية والقصة والشِعْر والمسرح حين دخل بها المربع الذهبي ووصل للنهائي في تنافس شريف بين الأندية لعب بمنتخب الذي أسماه «الأدب الساخر» وسيقام قريبا، وننتظر أن يأخذ بحتري الباحة وناديه كأس العالم في الثقافة والأدب والفكر والمسرح.
هذه أيها السيدات والسادة قصة حسن وبحتري الباحة وصميعة والشِعْر، ولعل القادم في نادي الباحة الأدبي يحمل الكثير من المفاجآت، في ختام حكايتي وقف كل رؤساء الأندية الأدبية بالإجماع أن الحسن وناديه هما الحصان الرابح في مضمار الثقافة والأدب، انتهت حكايتي ولم ولن تنتهي الباحة من مفاجآت بحتريها وعلمي وسلامتكم.
سطر وفاصلة
تعويذة العشق في مرايا الغرام
جميلة هي من أحبها
خفيفة الظل بداخلها السلام
يداها راحة عشقي
عيناها سحر من السحر الحلال
قدّها ميّاسٌ يحكي للكون
وشوشة الهيام
حبيبي يا ريحانة الوادي
يا زهرة الهوى يا أسرار
الغمام
أنتِ في حياتي
أجمل من حلاوة العيد
وأطعم من السّكر
بل أكثر
أنتِ في صدري
وسام في حسام
حتى في آخر سقوطي
أتيت لتسردين الآهة
وتقاسميني وجعي
أخذتِ بيدي وطار
من بيننا أسراب.
** **
- علي الزهراني (السعلي)