عبد الله سليمان الطليان
من خلال معجم المعاني نجد أن تعريف العَبْقَرِيّةِ: صفةُ العبقريّ وحالُه، شدَّةُ الذكاء، قدرة على الإبداع والابتكار، (وعبقر: مَوْضِعٌ فِي الْجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ كَانَ العَرَبُ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ مَوْضِعُ الجِنِّ وَمَسْكَنُهُمْ وَيَنْسِبُونَ إِلَيْهِ كُلَّ عَجِيبٍ وَعَمَلٍ خَارِقٍ جيد، و عَبقرةٌ: موضعٌ تَزْعُمُ العربُ أَنه مَوْطنٌ للجنِّ، ثم نسَبُوا إِليه كلَّ شيءٍ تَعَجَّبُوا من حِذْقِهِ أو جَوْدَةِ صَنعَتِهِ) هذا في تعريفنا نحن العرب أما في الغرب فكان التعريف مختلفاً، فالعبقرية قبل القرن الثامن عشر كانت لها مجموعة منوعة من المعاني المختلفة، في معجم أكسفورد، وبين المعاني القديمة المختلفة التي أوردها عن العبقرية، نجد ثلاثة معانٍ هي:
1 - العبقرية روح مرافقة.
2 - العبقرية استعداد ذو سمات مميزة أو ميل طبيعي.
3 - العبقرية قدرة طبيعية أو موهبة فطرية.
والمعنى الأول مشتق مباشرة من كلمة جينيوس genius اللاتينية، وفي الديانة الرومانية كانت «جينيوس» أصلاً هي روح الأسرة (gens) التي كانت عقيدتها كعقيدة الآلهة الحارسة مثل لارز (lares) وبيناتس (Penates) مرتبطة بحياة المنزل.
والتفاصيل الدقيقة لمعناها القديم موضع جدل وتتسم بالغموض، تظهر كلمة جينيوس لتعني نوعاً من الروح الحارسة داخل كل إنسان، وهي ليست صنواً للإنسان. ولكنها ترتبط ارتباطاً حميماً بشخصيته.
في منتصف القرن الثامن عشر ووفقاً لماورد في معجم أكسفورد الإنجليزي، كان هناك تاريخ مهمة بوجه خاص في تاريخ كلمة العبقرية، وفي سياق تأكيد تعريفه الخامس للعبقرية، هي في جوهرها «القدرة الغريزية الرائعة على الخلق الخيالي والفكر الأصيل والابتكار او الاكتشاف» ورغم هذا التعريف كان هناك جدال عميق حول العبقرية حديثاً، فهل هي قدرة طبيعية أم موهبة فطرية أم مكتسبة عن طريق التعلم؟ وضربوا أمثالاً في هذا الجانب بين الشعراء والفنانين، فذكروا شكسبير ومايكل انجلو، اللذان تمتعا بعبقرية فذة، فكان شكسبير صاحب خيال واسع مكنه من الإبداع في الشعر وحتى الأدب، وكذلك مايكل انجلو ذلك النحات الرسام المبدع، كانا ذا موهبة احتار علماء النفس الذين راحوا يبحثون بعمق في حياة هؤلاء وفي كيفية استلهما هذه العبقرية التي لم تأتِ عن طريق التعلم، والتي هي مثار جدال غير منقطع حتى الآن، ومن أين تأتي العبقرية هل هي قدرة طبيعية أم موهبة فطرية؟