لا أتجاوز الحقيقة ولا أقصد المبالغة ولا الافتخار بشيء غير موجود، ولا ندعي شرفًا لم ننله أو مكانة لا نستحقها، ولكنني أقرر حقيقة وواقعاً موجودًا وأتحدث عن إنجاز رائع فاق كل تصور شهد به الغريب قبل القريب، فما حققه المنتخب السعودي من فوز كبير على منتخب الأرجنتين المعروف بقوته وإمكانياته والمرشح لأن يكون في مقدمة الفرق للفوز ببطولة العالم المقامة في دولة قطر الشقيقة، إنما هو إنجاز عالمي بكل المقاييس تحدث عنه الجميع وأشاد ببطولة ومستوى منتخبنا. وما هذا الإعجاب العالمي وهذه الوقفة العربية الجميلة التي أسعدتنا حقيقة وأجزم أنها تشد من عضد منتخبنا، وتعطينا دفعة من الحماس والإصرار على تقديم الأفضل والأجمل. وهنا لنا وقفة للتدبر والتفكير، فما حققناه بتوفيق الله تعالى لم يأت من فراغ ولم يتحقق بالصدفة ولكن كان بعزم الرجال، وأقصد بهم ليس لاعبي المنتخب فحسب ولا المشجعين أو المدربين والإدارة فقط ولكن أعني مجتمعًا كاملًا، هو المجتمع السعودي الذي تفوق على غيره في المجالات كافة ومنها المجال الرياضي، وها هو ينافس على كأس العالم، ولنا أن نفخر بكل إنجاز تحقق في بلادنا ونفخر بشبابنا التي لم تأت جهودهم وإبداعاتهم من فراغ وإنما من جهود وتخطيط واستشراف للمستقبل، يتبعه دعم لا محدود من قيادة عاهدت الله على الارتقاء بالوطن والمواطن وإيصاله إلى مراتب التفوق والإبداع العالمي في المجالات كافة. وهنا أقدم تهنئتي وتبريكاتي الصادقة مشفوعة بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله وأطال في عمره- ولسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - لهذا الإنجاز الكروي العالمي الذي هو جزء من إنجازات كبيرة على امتداد الوطن تتم تحت رعايتهما وإشرافهما ومتابعتهما بكل عزيمة الرجال وإصرارهما على تحقيق الأفضل في كل مجال..
حفظ الله لنا قيادتنا الرشيدة.. ودمت في عز وأمن وأمان يا وطن الشموخ والرفعة والازدهار.
** **
- د. جواهر العبد العال