صبحي شبانة
،،، لا يأتي نصر مصادفة، ولا يتحقق فوز بضربة حظ، إنما ببذل كل العرق والجهد، والتدريب، والإيمان بالقدرات، والثقة بالنفس، والتدريب المستمر، ومن خلف كل هذا منظومة إدارية ناجحة تعلي من قيم ومبادئ العدالة والإنصاف والولاء للمجموع، هذا هو ديدن إدارة المنتخب السعودي الذي انعكس أداؤه أمام فريق الأرجنتين المرشح الأول لبطولة كأس العالم، والمصنف ثالثاً على مستوى العالم ويضم نخبة من النجوم يتصدرها ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم لسنوات عدة متتالية.
الفوز التاريخي الذي حققه المنتخب السعودي الثلاثاء 22 نوفمبر 2022م، في مستهل مبارياته في بطولة كأس العالم 22 على منتخب الأرجنتين المتخم بالنجوم، إنما يعكس حجم الإنجازات الضخمة والروح الوثابة التي تسري في كل عروق وشرايين، وجنبات المملكة، التي تجسد بعضًا منها في ملعب لوسيل أمام فريق الأرجنتين المرشح الأول لبطولة كأس العالم قطر 2022، لم يأت فوز الأخضر السعودي صدفة أو ضربة حظ، فما شاهدناه في الملعب طيلة أكثر من 105 دقيقة من أداء ولعب وندية يدعو إلى الفخر، لن أكون مبالغاً إذا قلت إن ما تحقق من نصر على الأرجنتين لم يتحقق مثيل له منذ نصر أكتوبر 73، لقد عمت الأفراح كل الشعوب العربية من الماء إلى الماء، شاهدت دموع الفرح وهي توحد أمة عريضة فاقت على نصر مستحق، فللنصر مذاق وطعم وحلاوة.
الحقيقة أن فوز المنتخب السعودي لم يكن مفاجئاً لي وأنا المولع بكرة القدم والملم بتفاصيلها وفنونها وتاريخها، كنت على يقين من أن «الأخضر» قادر رغم كل التوقعات والمراهنات على الفوز على رفقاء ميسي والحكم السلوفيني، سلافكو فينسيتش المتحيز جدًا الذي أضاف أكثر من ربع ساعة وقتا إضافيا، وكأنه قد عز عليه أن يخرج ليونيل ميسي ورفاقه منهزمين أمام فريق عربي هو بالتأكيد لا يمتلك لاعبوه شهرة نجوم الأرجنتين، لكنهم بالتأكيد يمتلكون إرادة فولاذية، وعزيمة صلبة، وروحًا قتالية شهد عليها ملعب لوسيل الذي ارتوى بعرق ودم رفقاء محمد العويس وسالم الدوسري وياسر الشهراني الذي أصيب بكسر في الفك وعظام الوجه.
ياااالها من مباراة سوف يسجلها التاريخ، سوف تتذكر الأجيال أسماء نجوم المنتخب السعودي، محمد العويس، سعود عبد الحميد، حسان تمبكتي، علي البليهي، ياسر الشهراني، عبدالإله المالكي، محمد كنو، سلمان الفرج، فراس البريكان، سالم الدوسري، صالح الشهري، الذين أشاعوا أفراح النصر في شوارعنا العربية، لقد نقلت الشاشات كيف خرجت الجماهير العربية في المقاهي والساحات والشوارع والطرقات لتحتفل بهذا الفوز الكبير، وغير المسبوق في تاريخ بطولات كأس العالم.
بعد أداء وفوز الأخضر على الأرجنتين يحدونا الأمل والرجاء بأن تستمر هذه الصحوة والإفاقة والعزيمة كي نذهب بعيدًا في هذه البطولة التي تستضيفها أرض عربية وتملأ جنبات ملاعبها الجماهير السعودية التي احتشدت خلف منتخبها وملأت البيت السعودي العامر في الدوحة الذي يعكس ثقافة وهوية رؤية المملكة 2030، تلك الرؤية التي نجحت في أن تذهب بالشعب السعودي ليحلق بعيدًا خلف حلم قادر الأخضر على تحقيقه، فالأخضر الذي قهر الأرجنتين قادر على تحقيق بطولة أول كأس عالم عربية،،،، الأخضر السعودي لها.