احمد العلولا
يوم غد الثلاثاء يصادف الذكرى (الأسبوعية الأولى) لمعركة الصقور الخضر مع الأرجنتين في يوم 22 المتزامن مع كأس العالم في نسخته الـ22طوال تاريخ المسابقة.. كان تعامل ميسي ورفاقه وصحافة بلادهم مع الحدث قبل المباراة بغطرسة وفوقية عالية.. قالوا: من الأفضل اللعب بالصف الثاني، والاحتفاظ بالنجوم للأدوار المتقدمة.. ذلك أن مباراتنا مع رعاة الإبل وقاطني الصحراء، مجرد تمرين ساخن، والفوز بالخمسة مع الرأفة أمر وارد جداً.. هذا التعالي والغرور قابله الأداء الرجولي لمنتخبنا الراقي بفنه ومستواه وروح لاعبيه الكبيرة.. كانوا رجالاً بمعنى الكلمة بقيادة المدرب الداهية ريناد الذي وظف قدراتهم بالشكل السليم.. ويكفي -على سبيل المثال- حسن وإجادة تطبيق مصيدة التسلل 10 مرات، ولذا لم ينجح ميسي في الوصول لمرمى العويس إلا مرة واحدة ومن نقطة الجزاء.. وبالمناسبة فإن الحارس الأمين الذي فاز بلقب رجل المباراة الأول، قد سجل بنادي الشباب بمبلغ خرافي، يقدر بعشرة آلاف ريال، بواسطة الإداري المحنك الأول بالمملكة للفئات السنية الأستاذ العزيز كنعان الكنعان.. ذلك الرياضي الجميل بأخلاقه وحسن تعامله مع الجميع..
مع الشوط الثاني عثر صالح الشهري العائد للملاعب بعد غياب، كان أسير المشي على عكازين على مفتاح باب الأرجنتين، واستطاع الولوج ليفسح الطريق لزميله (ترنيدو الهلال والمنتخب) وأبو (الخلاطات) ووكيلها الحصري من غزو الأرجنتين بهدف الفوز القاتل،
لاشك أن الانتصار المدوي للكرة السعودية ظهراً وعلى ملعب لوسيل الذي سيشهد مسك ختام كأس العالم، سيبقى خالداً للأبد في تاريخ رياضة كرة القدم، قد وجد حفاوة بالغة وتغطية إعلامية واسعة ومكثفة، وعاد بسمعة ذهنية إيجابية للوطن الغالي.. خليجياً كل الشكر والتقدير للاهتمام الكبير من قبل وسائل الإعلام المختلفة، وأخص صحف الكويت التي أفردت صفحاتها الأولى كاملة للحدث التاريخي.. وسامحونا.
* دوري الثانية وكأس العالم
ما أن أشاهد أي مباراة في كأس العالم الجارية بقطر الشقيقة.. إلا وتعود ذاكرتي لمباريات دوري الدرجة الثانية، والمقارنة من حيث احتساب بدل الوقت الضائع، ففي مباريات المونديال رغم سرعة اللعب، إلا أن الوقت بدل الضائع يعتبر أطول من اللازم، وخير مثال الوقت المحتسب في لقاء نجومنا الأبطال مع الأرجنتين، والذي بلغ ربع ساعة للشوط الثاني.. في معظم المباريات التي لعبت كان الوقت بدل الضائع هو محور النقاش..
وقبل أن أعود لدوري الثانية المحلي أعرج بسرعة على تصريح لمدرب أجنبي في الدوري الكويتي الممتاز، حيث قال: هنا أستطيع القول إن الفرق تكاد تلعب شوطاً واحداً.. وشوطاً آخر ضائعاً في (التسدح والتطيح) وادعاء الإصابة، ودقائق من الاحتجاج على حكم المباراة.
في دوري الثانية المحلي أتذكر جيداً أن حكام المباريات لن يحتسبوا أكثر من خمس دقائق كوقت بدل ضائع للشوط الثاني، بسبب اقتراب موعد أذان المغرب، حتى لو كان الوقت الحقيقي عشر دقائق، أو ربع ساعة.. لقد قيل من قبل (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك)، وهذا ما يحدث في مباريات فيفا الجارية.. سامحونا.
* من منكم يعرف عمر ديفاني؟
في كولومبيا، اشتهر اللاعب عمر ديفاني الذي يحمل هذا الاسم الجميل (عمر)، ولعل أصوله ترجع إلى البلاد العربية، وبصرف النظر عن هذا الموضوع.. أتوقف عند مسألة أخلاقية تمثلت في الضمير الحي عنده، ودرجة النزاهة العالية التي يتمتع بها.. في ملعب المباراة التي جمعت أقوى وأشهر فريقين، هناك سانتا فيه.. والذي يلعب له (صاحبنا)، ومينو ناريوس على نهائي الدوري قبل نصف قرن.. والمباراة قد أوشكت على النهاية بالتعادل.. وقع آل عمر أرضاً داخل منطقة الجزاء من غير أن يحتك به أحد، فما كان من الحكم إلا أن قرر احتساب ركلة جزاء..
هل تعرفون ماذا جرى؟
قصة في غاية الإثارة.. تقدم (أخونا) عمر بن ديفاني للتسجيل.. كانت هنا لحظة صحوة ضمير..
أين سدد الكرة؟
ليس بين الخشبات الثلاث (ليست من خشب بل حديد)، (ذاك زمان أول خشب).
لقد سدد الكرة نحو خط التماس قريباً من زاوية الركنية.. سخط عليه جمهور ناديه.. لكنه لم يسخط هو على نفسه.. بل يشعر بسعادة غامرة في كل يوم.. والسبب هو امتلاكه (ضميراً حياً) رفض الخروج فائزاً بالغش والتدليس.. سامحونا.