نجح مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم في إنقاذ حياة مريضة تبلغ من العمر 41 عاماً، تعرضت لانفجار في الشريان الحرقفي الداخلي الأيسر، الأمر الذي تسبب في حدوث نزيف حاد مهدد للحياة.
ذكر ذلك الدكتور وليد الشرطان استشاري النساء والولادة وعلاج العقم والمساعدة على الإنجاب الحاصل على الزمالة الفرنسية رئيس الفريق الطبي المعالج، والذي أضاف أن المريضة وصلت لطوارئ النساء والولادة بالمستشفى، لإجراء عملية قيصرية بعد تعسر ولادتها الطبيعية نتيجة إصابتها بمرض السكري وكبر حجم الجنين البالغ وزنه 4400 جرام.
حيث أجريت عملية الولادة القيصرية، وخلال متابعة المؤشرات الحيوية للمريضة بعد 24 ساعة من الجراحة، تبين حدوث اضطرابات خطيرة ومقلقة في نسب تلك العلامات، حيث تم توصيلها على أجهزة التنفس الاصطناعي وإعطائها مباشرة أدوية خاصة لدعم القلب للإبقاء على حياتها بالإضافة إلى وحدات من الدم وإجراء أشعة على البطن لمعرفة المسببات، حيث أشارت النتائج لعدم وجود أي نزيف بمنطقة البطن الأمر الذي يدل على أن عملية الولادة ليست سبب المشكلة الصحية.
وأوضح د. الشرطان أنه على الفور تم تشكيل فريق طبي متخصص مكون من استشاريي النساء والولادة والجراحة العامة والتخدير والعناية المركزة والأشعة التداخلية، وتم إخضاع المريضة لعملية استكشافية، والتي أكدت وجود نزيف حاد في منطقة خلف الصفاق أو ما يعرف باسم (Retroperitonal Space) ، وهو مكان حساس جداً يصعب التعامل معه بالجراحات التقليدية، مما تسبب في تكون كتلة دموية كبيرة بحجم 20×16×12 سم.
من جانبه قال د. عبدالعزيز الغراس استشاري قسطرة الأوعية والأشعة التشخيصية والتداخلية الحاصل على الزمالة الأمريكية والبورد الكندي، إن فريق الأشعة التداخلية قام باستخدام تقنيات التنظير بالصبغة تمهيداً للوصول لمنطقة خلف الصفاق، عن طريق الشريان الفخذي الأيمن ومن ثم الشريان الحرقفي الخارجي الأيمن ومن ثم الشريان الأبهر ومن ثم الشريان الحرقفي العام الأيسر ومن ثم الشريان الحرقفي الداخلي الأيسر، حيث تم الوصول إلى الكتلة الدموية وتحديد مصدر النزف والسيطرة عليه بمادة هلامية طبية وحبيبات صغيرة مخصصة لمعالجة مثل هذه الحالات النادرة.
وتابع د. الغراس بأنه بعد علاج مشكلة النزيف بدأت العلامات الحيوية للمريضة بالتحسن ولله الحمد، حيث حولت بعدها للمتابعة في قسم العناية المركزة لمدة 48 ساعة، ولله الحمد استقرت حالة المريضة وتم إيقاف الأدوية المدعمة للقلب وإزالة جهاز التنفس الصناعي بصورة تدريجية مع إعطاء ما يقارب من 40 كيساً من وحدات الدم ومشتقاته لدعم المريضة وتعويض المفقود سابقاً بما يعادل 13 كيسَ دم أحمر و12 كيسَ بلازما و9 أكياس صفائح وكذلك إعطاء 6 أكياس كرايوبريسبيتيت.
وفي ختام حديثه قال د. عبدالعزيز الغراس إنه تم إخضاع المريضة لفحوصات بالأشعة المقطعية للتأكد من عدم وجود أية مضاعفات ولله الحمد أشارت كافة النتائج إلى تحسن تام في مؤشراتها الحيوية، حيث لاقت رعاية طبية فائقة على مدار 6 أيام، وخرجت من المستشفى وهي بصحة ممتازة وبدأت تمارس حياتها بصورة طبيعية.