عندما كنت طالباً في الصف الثاني الثانوي، طلب منا معلم اللغة العربية الأستاذ/ عبدالله داود (من الشقيقة مصر) طلب منا أن نكتب موضوعاً إنشائياً - في مادة التعبير - بعنوان/ وصف نزهة بحرية لثلاثة شبان في قارب.
كتبت عن الموضوع ما يقرب من ثلاث صفحات, وبعد انتهاء زمن الحصة، جمع المعلم الدفاتر من الطلاب وأخذها معه إلى البيت كي يصححها ويقومها.
وفي اليوم التالي أحضر المعلم الدفاتر وسلمّ كل طالب دفتره فوجدته قد كتب العبارة التالية في دفتري - بالقلم الأحمر - أسفل الموضوع ونص العبارة (ألمح في أسلوبك أناقة الكلمة وسحر العبارة مما يبشر بمستقبل أدبي مرموق) ثم وقعها باسمه مفتوحاً/ عبدالله داود.
لا زلت أحتفظ بكراسة التعبير تلك مع مجموعة من كتبي وكراساتي المدرسية، إن تشجيع المعلم للطالب يعطيه حافزاً نحو التميّز والإبداع.
وقفة:
إن المعلمَ قدوةٌ في الناس مرفوع الجناب
يلقي ويشرح درسه متوخياً عين الصواب
يحنو على طلابه متجنباً سبل العقاب
يمضي سحابة يومه بين الدفاتر والكتاب
يا ربُ بارك سعيه ذللّ له كل الصعاب
** **
- بريدة