عبده الأسمري
«الثقافة» مفهوم يرتبط وفق «منطلقات» المعرفة بأصول «الرقي» وفصول «الأدب» وأسس «السمو» وتفاصيل «الارتقاء» ومفصلات «التهذيب» لذا فإنها تعكس إضاءاتها المشعة على دروب «الحياة» بقيمة «المعنى» ومقام «الهدف» وقامة «المثقف».
منذ صدر الإسلام والمثقفون رقماً ثابتاً في أهداف السمعة «البشرية» في متون «التنافس» وفي شؤون «العلوم» بما يملكونه من «أنفس» منفردة ويوظفونه من «مسالك» فريدة فتراهم في «مجالس» السلاطين وفي «مواقع» الحكمة» وفي «اجتماعات» الشور كنماذج لها شأنها وشؤونها التي تشكل أبعاداً من النماء في مقتضيات «المراحل» ومتطلبات «الأدوار».
الثقافة اسم جامع لكل «اتجاهات» الفروق الأدبية التي تصنع للمجتمعات العلو في مجالات «التفوق» وبها تتنافس «الأمم» لصناعة مستقبلها المبهج وترسم حاضرها البهيج في «مواسم» الأدب.
جدير بأن يقرن «المجتمع» كل محافل العلم بمعاني «الثقافة» التي يجب أن تكون «حاضرة» في كل اتجاهات التعامل والتماثل والتكامل في «سلوك» البشر و»مسالك» الحياة.
للثقافة إيجابياتها «المؤكدة» في تصفية «الأنفس» من رواسب «الجهل» وتنقية «الأرواح» من شوائب «التأخر» لذا فإنها القادرة على تسيير «قوافل» من الرقي تنهض بالمجتمعات وترتقي بالبشر من «الروتينية» إلى التطوير المقترن بإنتاج الفنون الأدبية المختلفة من شعر وقصة ورواية ونقد وخاطرة ونصوص وكتب ثقافية.
كي يتصف الإنسان بسمات «المثقف» عليه أن يكون ذو «فاعلية» ذاتية في التعاطي مع القراءة وفي التماهي مع الكتابة وأن يكون صديقاً للكتاب ورفيقاً للقلم صاحب «حديث» أخاذ يعتمد على انتقاء «المفردات» واختيار «العبارات» وترتيب «الكلمات» وأجادة «القول» من عمق «الألهام»
إلى أفق «الاهتمام» بلغة تجعله «منفرداً» في حديثه وفريداً في قوله.
للثقافة دورها الكبير في تنمية «مهارات» النفس وتسخير «مواهب» الشخصية من خلال ما امتلك الإنسان من نعمة «الموهبة» التي وجهت «بوصلة» اهتمامه قبلة «التعلم» وولت «قبلة» همته قبالة «التفكر» ليبقى في «مراحل» لا تتوقف من العصف الذهني و»محطات» لا تنتهي من التدبر الذاتي.
على صفحات «التاريخ» وعبر مساحات «التأثير» ظلت «الثقافة» ميداناً برز فيه «فرسان» الكلمة وأبطال «الخطاب» ممن أجادوا الدخول عبر «بوابات» التنافس ليبنوا «صروح» الأثر « من خلال عبارات خالدة ظلت رهاناً على «الصياغة» واقتباسات ماجدة أضحت برهاناً على «النباغة» لتكون بصمات مضيئة اجتازت «أسوار» الزمن لتعلن حضورها «الغامر» في ميادين «الفكر» ووجودها «العامر» في مضامين «التفكير».
من جماليات الثقافة أنها تتخذ خواص «التخصص» وخاصية «الشمول» لتتأرجح بين «النوعية» و»التنوع» بقابلية متعددة الاتجاهات متخذة «الإجادة» و»الإفادة» و»الاستفادة» كشروط تحقق اجتياز «الاختبار» الحقيقي للمثقف الذي يبقى تواجده مرتبطاً بصناعة «الفرق» ويظل وجوده مقترناً بإضافة «الفارق» ليصنع «الرصيد» الحقيقي له المعتمد على «الإبداع» والمتعامد على «الإمتاع» في السلوك والمسلك.
تبقى «الثقافة» وجهاً يميز بين السلوك ويفرق بين الشخصيات وفق «معايير» الأداء والمشاركة والأدوار التي تضيف للمجتمع «معاني» حقيقية من التحضر والرقي والتطور والابتكار تخرج للعالم من خلال الأقوال والأفعال وتبقى للأجيال وفق مناهج من «المعارف» تضيء دروب «الزمن» وتبهج جوانب «العيش» وتنظم طرائق «التعايش» وترسم خرائط «اليقين» التي تفيد البشرية حاضراً.