المساهمة في محلٍّ للبخور مع عدم العلم بتفاصيل المعاملات فيه
* مجموعة أرادوا أن يفتتحوا محلًّا للبخور والعطور على شكل مساهمات بين عشرة أفراد، ما حكم المساهمة في المحل إذا كنتُ لا أعلم كيفية البيع، وكيف يورِّدون البضائع، وتفاصيل المعاملات؟
- هذا ينبني على ثقتك بالقائمين على هذا المشروع، فإن غلب على ظنك أنهم يتعاملون بمعاملات صحيحة جائزة شرعًا فمثل هذا التردد وسوسة، وإذا غلب على ظنك العكس بأن ترى منهم التساهل وعدم الاكتراث وعدم الاحتياط، فمثل هذا الأمرُ إليك، على كل حال إذا غلب على ظنك أنهم ثقات في هذا الباب، وأنهم يتعاملون معاملات صحيحة فلا داعي لمثل هذا التردد، وإن غلب على ظنك أنهم يتعاملون بمعاملات لا تجوز ومحرمة فإن دخولك في هذا المشروع لا يجوز حينئذٍ، فالمعوَّل على غلبة الظن، والله أعلم.
* * *
دخول العريس ليلة زفافه إلى قاعة النساء لأخذ زوجته
* من ظواهر الأعراس هذه الأيام دخول العريس إلى قاعة النساء، فهل يجوز دخول العريس على النساء في قاعتهن لأخذ زوجته بدون أن يجلس في القاعة؟
- دخول الرجل على النساء لا يجوز، ويزداد الأمر إذا كنَّ في زينتهنَّ، ففي مثل هذه الحال في الأعراس النساء عادة يلبسنَ أجمل ثيابهنَّ، ويتزينَّ ويفتنَّ الرجال في هذه الحالة بلا شك، والأصل المنع ولو بغير زينة، ولكن إذا احتفَّ بذلك الزينة من قِبَل النساء، وأيضًا الزوج في كامل زينته؛ لأنها ليلة دخوله بزوجته، وجرت العادة أنه يلبس ويتزين بأكمل زينة، فهو فتنة، وهنَّ فتنة، فيخشى أن يفتتن بهنَّ، ويخشى عليهنَّ أن يفتتنَّ به، وكل هذا محرَّم، ومع ذلك لو خلت المسألة من التزين من الطرفين فالأصل أن دخول الرجل على النساء لا يجوز، ولاسيما مع كشف الوجوه، أو ما أشبه ذلك، والله أعلم.
* * *
تعارض احتياجات الوالدة المريضة مع كتابة رسالة الدكتوراه في العلوم الشرعية
* مستواي التحصيلي في الدراسة مرتفع -ولله الحمد-، والآن في طور كتابة رسالة الدكتوراه في العلوم الشرعية، ووالدتي بحاجة مع كبر سنها ومرضها إلى وجودي بجانبها بشكل مستمر؛ لخدمتها، وإيصالها للمستشفى، ومتابعة مواعيدها، وترتيب أمور زيارات الأقارب لها، وحيث إن الرسالة تحتاج إلى تفرُّغ وصفاء ذهن، فقد حصل عندي تعارض شديد، فهل لي أن أتفرغ للكتابة لبضعة أشهر حتى أنتهي منها، ثم أتفرغ بعد ذلك تمامًا للوالدة؟
- هذا السائل تعارض عنده بره بوالدته وتلبية احتياجاتها، مع عمله في رسالته في الدكتوراه في علم شرعي، ولا شك أن برَّ الوالدة فرض، وعمله في هذه الرسالة مطلوب؛ لأنه يُعين على تحصيل العلم، لكنه لا يمكن أن يقابل برَّ الوالدة، وعلى كل حال مَن ترك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه، والمجزوم به أن مثل هذا إذا قدَّم بره بوالدته سهَّل الله له عمله في رسالته، ومع ذلك نقول: يمكن التسديد والمقاربة في الأمرين، فهناك أوقات الوالدة لا تحتاجه فيها، ففي الغالب أنه بعد صلاة الصبح الوالدة ليس لها حاجات ولا مشاوير ولا مراجعات في هذا الوقت، فإذا صلى الصبح وتفرَّغ لمدة ساعة أو ساعتين لرسالته أنجز فيها ما ينجز في الوقت الطويل من الساعات في غير هذا الوقت، ولاسيما وأنه مستصحب برَّ والدته الذي هو سبب لإعانته على أمور دينه ودنياه، فعليه أن يرتب أموره، وإذا استغلق الأمر وعجز أن يعمل في رسالته من أجل حاجة أُمِّه الماسِّة إليه، وأنه لا يستطيع أن يجد من الوقت ما يعمل في رسالته، فبرُّه بوالدته مقدَّم، وسوف يعوِّضه الله خيرًا مما فاته من هذا الأمر، والله أعلم.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-