فوزية الشهري
أنظار العالم تتجه هذه الأيام إلى مونديال كأس العالم 2022 والمقام في قطر. حيث يجتمع العالم هناك بثقافاته المختلفة ويحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة ويعتبر قوة ناعمة لكل دولة مشاركة تستطيع من خلاله وبسهولة تقديم صورة إيجابية وسمعة دولية لها.
منتخب اليابان تناقلت وسائل الإعلام صوراً لغرف الملابس والمشجعين اليابانيين وأظهرت مدى حرصهم على البيئة ونظافة الملعب وغرف تغيير الملابس والمدرجات والتي رسخت الصورة الإيجابية عنها كدولة متقدمة في الحفاظ على البيئة وتأتي هذه الصورة كناتج للجهود المبذولة في دولة اليابان في مجال الاهتمام بالبيئة.
تميّز اليابان بهذة الطريقة الملفتة يعود بوجهة نظري إلى الاهتمام بتعليم آداب السلوك الاجتماعي بالمقدمة في المدارس اليابانية قبل التعليم التقليدي، فالطلاب اليابانيون لا يخوضون الاختبارات حتى عمر 10سنوات لأن التعليم في هذه المرحلة بالنسبة لهم يركز على تعليمه آداب السلوك وكيف يعيش نافعاً لنفسه ومجتمعة فيتعلم كيف يتعامل مع المحيطين به باحترام وعدالة وقيم وكيف يشفق ويهتم بالحيوانات كما أنه يحافظ على بيئته ونظافتها، يتشرب منذ الصغر أن النظافة مسؤولية كل فرد بالمجتمع ويتعاونون على تنظيف مدارسهم وفصولهم فينشئ بقدر عالٍ من الوعي والمسؤولية تجاه البيئة وهذا سر تميزهم.
السعودية تولي البيئة اهتماماً كبيراً وقد أطلقت مشاريع جبارة تهتم بالبيئة وتسعى للحفاظ على البيئة المحلية والدولية، وبدأ الوعي البيئي في المجتمع يرتفع وقد شاهدنا الصورة المشرفة التي ظهر بها مشجعو المنتخب بتنظيف المدرجات في مونديال قطر لكن برأيي أننا نعيش مرحلة ذهبية من حيث الاهتمام بالبيئة وينبغي أن يكون الوعي المجتمعي للحفاظ على البيئة بنفس القوة.
وأعتقد أن تعليم السلوكيات البيئية النافعة من رياض الأطفال وفي سن مبكرة والذي يمكن للتعليم إدراجه من ضمن المقررات التي يدرسها الطلاب سيكون أثره كبيراً ونافعا جداً كما أننا نحتاج لبرامج بيئية للتوعية البيئية ونشر الثقافة البيئية لنصل لوعي مجتمعي يواكب النهضة السعودية البيئية.
الزبدة:
لا يتحرك العالم بدفعات الأبطال الجبارة فحسب، بل من خلال إجمالي الدفعات الصغيرة لكل عامل مخلص.
«هلين كيلر»