لأول مرة تاريخياً تصل ثلاثة منتخبات من قارة آسيا أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية إلى دور ثمن النهائي في نسخة واحدة من نهائيات كأس العالم.
لقد سجل مونديال قطر 2022 نتائج تاريخية مهمة، فزنا على الأرجنتين وفازت اليابان على ألمانيا وإسبانيا وانتصر الكوريون على البرتغال، وفاز المنتخب المغربي على بلجيكا، وانتصر المنتخب التونسي على فرنسا، كنا قريبين من حصد بطاقة التأهل ومرافقة أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية والمغرب، ولكن كان لمدرب منتخبنا رأي آخر وطريقة أخرى عصفت بنا خارج المونديال.
حينما حضرنا إلى قطر كان الجميع قد وضعوا الأرجنتين وبولندا والمكسيك كمرشحين ويتأهل منهم منتخبان وكنا خارج كل التوقعات، وهذا الأمر متوقع نظراً لفارق الإمكانيات بيننا وبينهم، ولكننا تسلحنا بحديث سيدي ولي العهد مع اللاعبين ورسائله المهمة والملهمة والتي جعلت لاعبي الأخضر يدخلون النهائيات بلا ضغوطات وتحقق الفوز التاريخي في أول مباراة وقهرنا ميسي ورفاقه وارتفع سقف الطموح لدينا وزادت رغبة مواصلة الانتصارات.
وبكل أمانة الكثير منا إعلاميين وجماهير وحتى بعض المسؤولين المعنيين بالمنتخب لم ننتبه لسراب العاطفة الذي خدعنا وجعلنا قبل خوض لقاء بولندا نعيش أفراح التأهل.
نعم، الطموح حق مشروع والأمنيات حق للجميع وفوزنا على الأرجنتين كان دفعة قوية، ولكن كان يجب أن نتعامل مع هذه النهائيات بكل منطقية ونعطي كل مباراة قدرها وأهميتها.
لقد دخلنا مباراة بولندا ونحن نملك ثلاث نقاط متصدرين المجموعة وبولندا بنقطة، وكان سلاح البولنديين الهجوم وهدفهم الفوز في تلك المباراة، وكان ينتظر من مدربنا أن يدخل بهدوء ويبحث عن التعادل ويخرج لاعبي بولندا من ملعبهم ويعتمد على الارتداد السريع، ولكن حدث العكس وخرجنا بخسارة.
ولم يتوقف الحال عند تلك الخسارة، بل فاجأنا رينارد بخطة وتشكيلة غريبة أمام المكسيك وتلقينا الخسارة الثانية وغادرنا المونديال.
إننا لسنا بصدد انتقاد رينارد بشكل كامل وننسى ما قدمه للأخضر، ولكننا يجب علينا أن نبيِّن الأخطاء الفنية التي وقعنا فيها، وكانت الفرص متاحة لتحقيق هدفنا وهو التأهل.
إن نهائيات كأس العالم أكبر بطولة على وجه الأرض ولا يمكن أن تشارك فيها وتحقق الإنجازات بمجرد امتلاك اللاعبين للحماس والروح، نعم، هي أسلحة مهمة ولكن بطولة كأس العالم تحتاج إلى عمل وجهود مضاعفة وعناصر مهمة أولها الخبرة والتمرّس ومعرفة كيف تتأهل من المجموعة وكيف تحسب المباريات وتلعبها بواقعية ولكل مباراة حساب وتعامل مختلف، لذلك رأينا في هذه النهائيات ونسخ قبلها عدة منتخبات يعرفون طريق التأهل بسهولة ويعملون على كل الجوانب ويعطون كل مباراة الطريقة التي تساعد على التأهل.
لقد شاهدنا كيف تعامل اليابانيون مع الإسبان وكيف دخلوا المباراة بهدوء تام وعلى مراحل وحتى وهم يتأخرون بهدف لم يتهور مدربهم ولم يرتبك اللاعبون وساروا بهدوء حتى تحقق الفوز التاريخي، وقياساً على اليابان كانت كوريا الجنوبية أمام البرتغال وتحقق التأهل وكذلك المنتخب المغربي.
إننا نعلم جيداً إمكانيات وقدرات المدرب الفرنسي رينارد ونثق فيه ونقدر إمكانيات كل نجومنا، ولكننا يجب أن نواصل العمل الذي تم ونصحح الأخطاء ونستمر في البناء ووضع هدف في فترة محددة ونعمل على تحقيقه.
نعم، خرجنا من النهائيات ولكن لم ينته العمل بعد، وأمامنا متسع من الوقت لتحديد كل الأخطاء ومعالجتها، والبداية الحقيقية من التركيز على الفئات السنية وتطوير اللاعب السعودي وتطوير حتى عقليته الاحترافية، وما نراه اليوم في أكاديمية مهد والمنتخبات السنية يعد نواة مهمة سنحصد ثمارها يوماً ما ومهما كانت الصعاب.
رسالة
شكراً لسمو سيدي ولي العهد على كل الدعم الذي تجده الرياضة السعودية، وشكراً لوزارة الرياضة وشكراً للاعبين وشكراً لكل من وقفوا خلف الأخضر، والقادم أجمل - بعون الله.
** **
- محمد العميري