محمد العبدي
اكتملت البارحة المنتخبات الثمانية الواصلة لربع نهائي المونديال العربي العالمي، وتوقعات الفنيين والمحللين «الحقيقيين» لم يجانبها الصواب، فالتاريخ والعقلية الاحترافية والتعامل مع النتائج إعلامياً وإدارياً وجماهيرياً كسبت فانتصرت وحضرت بحثاً عن إنجازات تسجل باسم أوطان هذه المنتخبات المتأهلة كما تحمل رسائل مهمة وواضحة للمنتخبات التي خرجت من البطولة فتم تجاهل أدائها وتطورها وما قدمته من مستويات، لأن النقد في غالبيته مؤدلج ولأن إعلام بعض هذه المنتخبات غير مهني ويحمل لواء الهجوم والتقليل من كل ما لا يتوافق مع أهدافه وميوله وتوجهاته.
اليابان خرجت بضربات الترجيح من كرواتيا فأشاد الإعلام الياباني بنجوم الأزرق السامورائي ولم يهاجموا الثلاثي الذي أضاع ضربات الجزاء بل أشادوا بحارس كرواتيا دومينك ليفاكوفيتش بتصديه ببراعة لثلاث ضربات جزاء قادت فريق المدرب زلانكو للصعود لمواجهة البرازيل في ربع النهائي.
تماماً كما فعل الكوريون بعد الخسارة بالأربعة من البرازيل ومغادرة آخر منتخب آسيوي للبطولة، فقد أشادوا بفريقهم وبحارس مرماهم كيم بيونج جيو (حارس الشباب السعودي) وبمهاجمهم الفذ سون هيونج (مهاجم توتنهام الإنجليزي)، فالأول أنقذهم رغم الرباعية والثاني قادهم للدور الثمن نهائي بتمريرته السحرية أمام البرتغال.
هنا لابد أن نستفيد من مثل هذه المناسبات العالمية الكبرى على كل المستويات فنياً وإعلامياً وجماهيرياً وبالذات من الإعلام حتى لا يفقد بقية ما بقي له من تأثير، فالجيل الحالي متعلم وصاحب فكر ورأي فبعد أن هجر كثيرًا من البرامج والمنصات الإعلامية الأخرى لم يبق إلا أن يعي الإعلام دوره ليعيد جيلاً يفكر ويقرر ولا يقبل فرض آراء (معلبة) بأهدافها الخاصة وتوجهاتها المكشوفة.