محمد بن عبدالله العمري
سؤال قديمٌ جديد، لماذا ليس لدينا مصنع أو مصانع سيارات؟
لماذا لم ننجح في إنشاء خط لمصنع سيارات ونحن في المملكة نملك موقعًا استراتيجيًّا بين أكبر ثلاث قارات؟
لماذا ولدينا مساحات شاسعة متنوعة؟
لماذا ونحن وطّنا صناعة البترول والمواد الكيماوية والصناعات المتعددة؟
لماذا ولدينا عدد من أكبر المصانع في البيتروكيماويات والحديد والصلب والبلاستيك وغيرها؟
لماذا ونحن نجحنا في صناعة عدد من الأسلحة وقطع الطائرات؟
لماذا ولدينا شباب سعودي قادر على الصناعة؟
لماذا وقد عشنا تجربة مصانع الجبيل وينبع التي قيل عند تأسيسها: إن السعودي لن يلبس قبعة عامل ويعمل بيده. ولكن الواقع عكس ذلك؟
لماذا نجحت دول مجاورة في إقناع شركات سيارات عالمية بأن تفتح خطوط إنتاج لديها ونجحت؟
لماذا ونحن لدينا مدن صناعية اقتصادية تتوفر بها البنية التحتية؟
لماذا ولدينا مدينة عُظمى اسمها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وتوجد بها مساحات كبيرة جدًّا جدًّا لم تُستغل؟
لماذا ونحن لدينا مدينة اقتصادية كبرى في منطقة جيزان، وتتوفر بها إمكانات نجاحات هائلة سواء في الكثافة السكانية الشبابية أو في الموقع الجغرافي أو البنية التحتية.
لماذا لم نستطع طوال السنين الماضية إقناع شركة مثل تويوتا العالمية (على سبيل المثال لا الحصر) لفتح خط إنتاج هنا بينما أستراليا نجحت ليس فقط مع تويوتا وإنما مع شركات أمريكية وأوروبية وعالمية أخرى.
لماذا نُصر أن نخترع العجلة من جديد؟ بينما العجلة موجودة، وأقصد هنا إصرار البعض أن تكون لدينا سيارة جديدة بماركة معينة؟
أسئلة كثيرة هنا... وقد يقول قائل متشائم صعب أن ننجح في إقناع شركات عالمية بفتح خط إنتاج هنا بالمملكة، ولكنني أقول له :-
- إنني على قناعة تامة بأن شركات عالمية مثل: تويوتا أو نيسان أو غيرها سترحب بذلك إذا توفرت لها عناصر النجاح الاقتصادي قبل كل شيء، ونوزعها للسوق السعودي وإلى بقية دول الخليج وإفريقيا وأوروبا.
- سننجح بإذن الله في ظل وجود رؤية طموحة هي 2030 تقول وتفعل؟
- سننجح -بإذن الله- في ظل تواجد هذه الطاقة الشبابية الهائلة بمئات الآلاف متشوقين للعمل في مثل تلك المصانع؟
- لماذا لا ننجح علمًا بأننا نجحنا في أن نُوجِد مدينة جديدة اسمها (تروجينا) كانت حديث وسائل الإعلام الرياضي مؤخرًا لأنها نجحت في إقناع العالم الآسيوي الرياضي بأن تكون مقرًّا للألعاب الشتوية الآسيوية بعد عدة سنوات محدودة بسيطة؟ (بالرغم أنها لا زالت في بداية إنشائها لكن العالم واثق من أن القيادة الحكيمة ستنهي إنشاءها قبل انطلاق تلك الألعاب).
لماذا لا ننجح ونحن قريبًا سنفتتح مدنًا جديدة في البحر الأحمر؟
لماذا لا ننجح ونحن خططنا ونجحنا بل وبدأنا في تحقيق حُلم مدينة (ذا لاين)؟
ختامًا :
لماذا لن ننجح؟ ولماذا لا نحاول؟ ولماذا لا نرفع سقف الطموح نحو ذلك؟ خاصة وأن وجود خط واحد من خطوط الإنتاج لدينا سيجر وراءه صناعات عديدة من قطع الغيار وملحقات السيارات.
سؤال أخير:
لماذا يا أهل الصناعة والتجارة؟ أجيبوا كرمًا ولا تُطنشوا.
وهل نقل خط إنتاج إحدى السيارات والمصانع أصعب من نجاحاتنا السابقة التي نفذناها وتميزنا فيها؟