محمد بن علي الشهري
بماذا يمكن أن تصف الشخص الذي يحزن لانتصار منتخب وطنه ويفرح ويهلل ويحتفل لخسارته سوى أنه (عاهة) اجتماعية.. ووصمة (عار) في جبين الوطن أياً كانت مبرراته التي لن تخرج حتماً عن كونها تعبيرات عن أحقاد وضغائن وكراهية دفينة.. وأياً كان موقعه الاجتماعي أو مستواه المعرفي أو حتى الوظيفي.
الإيرانيون الذين احتفلوا بخسارة منتخب بلادهم لم يكن سببه نقصاً في انتمائهم الوطني، فالمعروف عنهم أنهم من أشدّ الناس تعصباً لقوميتهم ولكنهم فعلوا ذلك احتجاجاً على الأوضاع السياسية والمعيشية التي يعيشها المواطن الإيراني فيا ترى ما هي دوافع السعودي الذي التحف السواد حزناً لفوز منتخب وطنه على الأرجنتين، فيما احتفل وانتشى بقدرة الحارس البولندي على صد الجزائية السعودية بطريقة غير شرعية؟.
هي ليست ظاهرة حديثة حتى نقول إنه من الممكن اختفاؤها بشيء من التوعية.. ولكنها ممارسة متجذرة ومتأصلة وذات مركزية منذ زمن بعيد، ولها أربابها ومهندسوها.. وهي بؤرة معلومة للقاصي والداني.. وما لم يتم التعامل معها بشيء من المسؤولية الوطنية والحزم، فإنها ستظل تطفح بالمزيد من هذه العاهات ذات الخطر الكبير على عقول صغار السن الأبرياء وتلويث معتقداتهم وثوابتهم الوطنية؟.
إنه لمن الغبن أن يتعرض أبناء الوطن الذين حملوا شرف تمثيل وخدمة وطنهم في المحفل الرياضي العالمي لتهشم العظام وللإصابات المختلفة من قطع أربطة وخلافه ثم يأتي (أخرق) للنيل من جهودهم وتضحياتهم للدفاع عن اسم وطنهم.
إن ما يدعو للسخرية حقيقة هو أن الفئة (إيّاها) التي ارتفع سقف طموحها من خلال المشاركة في مونديال قطر وكأن الأفراح والزغاريد لا تفارق عقر دارها بينما هي نفسها التي تحتفل وتقيم الأفراح لمجد فوز فريقها على الهلال ثم تأتي وتنتقص من قدرات دولييه تحديداً ...
العقلاء والشرفاء في الداخل والخارج أنصفوا الأخضر ومدربه فلا قيمة إذن للرعاع وحقدهم.
لسان حال الأخضر
(إذا رضيت عني كرام عشيرتي
فلا ضير أن نقمت عليّ لئامها)